تقع الزاوية التي تحتضن ضريحي الوليين الصالحين سيدي عبد الغني وسيدي بوعلي على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وتشرف على الميناء السياحي بمدينة المنستير. الوليان الصالحان عرفا بالتقوى والورع وبالصلاح والانكباب على خدمة الناس. وهما من المرابطين الذين اختاروا المنستير للتعبد والمرابطة. ويبدو اختيارهما لهذا الموقع الخارج عن سور المدينة ورباطها يهدف الى حرصهما على تجنيب المتساكنين أضرار الأعداء ويمتاز هذان الوليان بزيارات من خارج المنستير حيث يتهافت على زيارتهما والتبرّك بهما أهالي حمام وزاوية سوسة. ويسهر أهالي المدينتين على رعاية الزاوية والتعهد بالإصلاح والترميم، وهي تحتضن ولائمهم وحفلاتهم. وقد حظيت هذه الزاوية بعناية رئاسية موصولة حيث تمّ تعهدها بالإصلاح والتجديد مع مراعاة الطابع المعماري للمدينة. ولئن كتب عديد المؤرخين عن الإمام المازري وعن عدد من مرابطي مدينة المنستير من أمثال المرابط أبو الفضل العباس بن محمد الصواف الغدامسي الذي أطنب في ذكر مناقبه المرحوم الشيخ عبد اللّه الزناد في كتابه «المنستير عبر العصور» وتعرض له بإيجاز المرحوم الشيخ محمد مخلوف في كتابه «شجرة النور الزكية» فإن الوليين الصالحين سيدي عبد الغني وسيدي بوعلي لم يرد ذكرهما في كتب الرحالة والمؤرخين واقتصر الحديث عنهما شأنهما شأن بقية الأولياء الصالحين إلا عبر الواقع الأسطوري وما يتوارثه الأبناء والأحفاد جيلا بعد جيل.