قال الاستاذ لطفي عزيز مؤلف كتاب عن الساحلين والمختص في البحث عن أوليائها وأعلامها وبذورها التاريخية متحدثا عن الولي الصالح سيدي نصر الذي يوجد مقامه بمدخل مدينة الساحلين من جهة سوسة وعلى الطريق الرابطة بين سوسة والمهدية عبر بنبلةقصر هلال والمكنين ان هذا الولي قد يكون ولد في أواسط ا لقرن الخامس عشر للميلاد على أن المراجع التاريخية تؤكد بأنه توفي سنة 1520. وقد أنجب بنتا تدعى ريانة تزوجت من سيدي سالم المزوغي الذي توفي وترك زوجته حاملا فأنجبت بعد وفاته الولي الصالح ذائع الصيت سيدي عامر المزوغي الموجود مقامه على بعد 3 كلم من مقام جده من الأم سيدي نصر. وقد حملت المدينة التي يوجد فيها الحفيد الولي الصالح سيدي عامر اسمه بالكامل. وقد كفل سيدي نصر حفيده سيدي عامر وأحسن تربيته وكان الولي الصالح سيدي عامر المزوغي يحب كثيرا جده ويحترمه احتراما لا مثيل له حتى أنه كان يوصي فرق الاحزاب الصفاقسية والبالغ عددها سبعة بزيارة جده سيدي نصر وفاء له واعترافا لهه بالجميل قبل أن يزوروه. وكانت هذه الاحزاب الصفاقسية السبعة حين تقدم من صفاقس تبدأ بزيارة الولية الصالحة أم الزين الجمالية ثم تزور سيدي عيسى بن مسكين بقرية مسجد عيسى وسيدي عبد الكريم الغربي أو المغربي الموجود ضريحه بجنوب الساحلين قبل الوصول الى مقام الولي الصالح سيدي نصر حيث ترقد الى جانبه ابنته ريانة وزوجها سيدي سالم المزوغي والدا سيدي عامر. زوايته تؤكد بعض المصادر التاريخية أن الولي الصالح سيدي نصر الشارف هو من الاشراف في حين يقول البعض الآخر أنه كان عالما متبحرا أدرك وشارف على أقصى درجات العلم لذا لقب بالشارف وهو أصيل مدينة الساحلين وينحدر من عائلة بن عون وقد ترك من ذريته عائلتي أولاد بن نصر وأولاد بن عبد الرحيم وزاويته مزارة ومتبرك بها. تشتمل على عدةغرف يوجد بإحداها ضريحه وضريحي ابنته ريانة وصهره سالم. وكانت في وقت سابق ملجأ للمسافرين ومقرا لتحفيظ القرآن الكريم شملته عناية سيادة الرئيس زين العابدين بن علي فأدخلت على مبانيه عديد التحسينات وتعهدته بلدية الساحلين بالصيانة. وبه حديقة جميلة توجد بها بقايا سارية قديمة مازالت قائمة وهي كل ما تبقى من قاعة صلاة موجودة بالزاوية وكتاب. ومن الجوانب الملفتة للانتباه ان كل عريس من مدينة الساحلين والقاطن بجهة المنطقة القبلية للمدينة يخرج ليلة زفافه وينطلق الى داره محفوفا بأصدقائه من زاوية هذا الولي الصالح.