في شهر الصيام تتجدد ككل عام التساؤلات لدى البعض بخصوص السلوكيات المحفوفة بالمخاطر إن صح الوصف لمرضى الامراض المزمنة على غرار السكري وضغط الدم وغيرها من الاصابات التي قد تحول في كثير من الاحيان دون الرغبة الملحة في قضاء هذه الفريضة. «الشروق» تحدثت في هذا الحوار الخاطف مع الدكتور: «كمال بن ربيع»اختصاصي في أمراض السكري والغدد حول هذا الموضوع. كما أثارت عددا من المسائل الاخرى بالمناسبة المرتبطة بالآليات المثلى لتجاوز ضغط حرارة الطقس وطول ساعات يوم الصيام. هذا علاوة على التوقف عند السلبيات الصحية للعادات بالمطبخ التونسي بصفة عامة. دكتور كما هو معلوم في رصيدكم خمسة كتيبات حول الامراض المزمنة وكيفية التعاطي معها. فكيف لكم أن تقدموا بسطة عنها للقارئ في عجالة؟ في الحقيقة تأليف هذه الكتيبات كان في ضوء التساؤلات الشائعة والكثيرة لدى المرضى بهذا الصنف من الامراض. حيث كان الهدف الاساسي تحديدا على وجه الدقة مختلف المخاطر والتعكرات المحتملة مع رصد لايجابيات السلوكيات المساهمة في استقرار حالات المرض. ومن المحاور البارزة في هذا الصدد الحمية الدوا الانسولين حيث حملت هذه المؤلفات العناوين التالية: مريض السكري ارتفاع ضغط الدم السمنة والزيادة في الوزن الغدد والغصة ورمضان والسكري. كثيرون هم المصابون بهذه النوعية من الامراض المزمنة يصرون على الصيام وخصوصا كبار السن منهم. فما هو رأيكم في هذا الصدد؟ المريض المتمتع برخصة شرعية بعد مراجعة الطبيب ليس بالآثم لأنه أفطر رمضان، ولاسيما بالنسبة لمرضى السكري صنف 1 والذين يخضع علاجهم بالضرورة لاستعمال حقن الانسولين، ولكن يفقدان عامل التقدم الملحوظ في السن وانتفاء امكانية الاصابة جراء أداء فريضة الصيام بتعكرات صحية والاصابة ببعض الامراض الحادة الاخرى وفي مقدمتها «الكلى» فإنه قد يصح معها صوم المريض الذي بدوره عليه استشارة طبيبه المباشر في الغرض. وماذا عن حل شرب كميات كبيرة من الماء وبكثرة لمجابهة طول يوم الصيام وحرارة الطقس؟ يشكل اللجوء الى شرب الماء تعريضا مباشرا للتعرق بصفة كبرى. ويبقى من المحبذ أن لا تتجاوز كميات الماء 2 لتر في الليل وخاصة في فترة السهرية من ليالي الشهر الكريم ولمَ لا تعويضه ببعض السوائل الاخرى على غرار الحليب والشاي... لتجاوز بعض المخاطر ذات الصلة. في الختام، كيف تتراءى لكم سلبيات النظام الغذائي في المطبخ التونسي، وما هي أبرز أنواع السلوكيات الغذائية الخاطئة الشائعة بين الناس؟ من هذه السلبيات بالمطبخ التونسي في شهر رمضان المعظم الاكثار من البريك متنوع المكونات الغذائية والمقلي في الزيت... والاكثار كذلك من تناول ما يعرف بالمخارق والزلابية والمقروض بكميات هامة في السهرية... ويبقى من العادات الاخرى الشائعة الاكثار من الملح والفريت والمشروبات الغازية ودون وعي بالمخاطر الصحية لكثرة استهلاك المواد الدهنية خاصة «اللحوم الشحوم» على غرار «لحم العلوش». ومن المستحسن هنا لصوم صحي هذا العام اللجوء للقيلولة والسباحة مع العودة لعادة العصائر الطبيعية على غرار الفراز...