عاد موسى بن نصير محمّلا بمجموعة هامّة من الغنائم والأسرى والهدايا وقناطير من الذّهب والفضّة والجواهر الثمينة وحمل معه المائدة المنسوبة لسليمان عليه السّلام وكنوز أخرى على قدر كبير من الأهمية. اختار موسى بن نصير أبنه عبدالعزيز لولاية الأندلس وأبنه عبدالملك حاكما لطنجة وأبنه الأكبر عبدالله واليا على إفريقية. وصل موسى بن نصير الى القيروان وخرجت الجموع في إستقباله وأعيان المدينة وكان موسى بن نصير قبل مغادرته الأندلس وفي الفترة القصيرة التي أدار فيها شؤون البلاد الحديثة العهد بالإسلام نجح في سنّ نظام إداري صارم وبناء مؤسسات ورسّخ تقاليد إتّبعها كل الولاّة الذين تداولوا على حكم الأندلس فأصدر عملة جديدة خاصة بالأندلس على غرار العملة التي أصدرها في القيروان وقد كانت العملة التي أصدرها تحمل وجهين الأوّل فيه «محمد رسول اللّه»والثاني نجمة بثماني أذرع وتاريخ السّك وأصدر عملة برونزية لتسهيل المعاملات اليومية. وزّع موسى بن نصير الاراضي على الجنود بعد إن أحتفظ بنصيب الخمس للخلافة كما تقضي بذلك التقاليد الإسلامية وفرض على الذين أبرموا الصلح مع المسلمين دفع ضريبة للدولة وهي العشر من الإنتاج. ونجح موسى في تهيئة أرضية ملاءمة لإستقرار المسلمين وتحقيق الإندماج من خلال معاهدات الصلح التي أبرمها مع السّكان المحليين من بينها معاهدة مدينة ماردة كما أبرم أبنه عبدالعزيز معاهدة صلح مع حاكم المناطق الشمالية وقد سهّلت سياسة موسى ونجاحه في التعامل مع السكّان المحليين حتّى الذين لم يسلموا في إستقرار المسلمين في الأندلس.