«... أنا في انتظار هاتف من أحد المزوّدين ليأتيني بالحليب... لم أتوقع ان تحمل لي هذه المكالمة مبلغ ال 105 ملايين الذي نسيت أنني شاركت للفوز به عبر الارساليات القصيرة والتي لا أتذكّر عددها... لا أصدّق.. سآتي إليكم في الحال..». هكذا كانت ردّة فعل السيد «محمد عبد الغني» صاحب الحظ السعيد والفائز في المسابقة الكبرى التي رصدتها إذاعة «الجوهرة آف.أم» لمستمعيها.. جائزة قيّمة تتمثل في سيارة فارهة من نوع «سيتروان س5» تحمل جميع الامتيازات قيمتها 55 مليونا الى جانب مبلغ مالي قدره 50 ألف دينار. المكان.. استوديوهات إذاعة «الجوهرة «أف.أم» والزمان.. سهرة الاربعاء الفارط... أجواء رمضانية واحتفالية واكبت تفاصيلها «الشروق» بعد الدعوة اللطيفة التي تلقتها من مدير هذه الإذاعة المتألقة السيد علي بلحاج يوسف الذي استقبل بحفاوة بالغة ممثلين عن وسائل الاعلام بالجهة الى جانب ممثلين عن الشركات المتبنية للمسابقة وهي «تونيزيانا» و«سيتروان» مثلما كان متواجدا الأستاذ صلاح الدين العماري العدل المنفذ لتوثيق شفافية ونزاهة اختيار الفائز بالمسابقة التي انطلقت منذ غرّة جويلية الفارط وكانت المشاركات فيها تسجل عبر الارساليات القصيرة. قرعة أولى لتحديد 20 مترشحا كانت الساعة تشير الى العاشرة ليلا عندما كانت الزميلة «ريم رواية» تعلن للمستمعين عن انتهاء عملية المشاركة في المسابقة واقتراب موعد الاعلان عن الفائز بالسيارة وال 50 مليونا أثناء تنشيطها لبرنامجها «يا مسهّر عيني»... في الأثناء انطلقت عملية القرعة الأولية بمكتب مدير الإذاعة لاختيار المرشحين للقرعة النهائية... السيد علي بلحاج يوسف أكد أن 10 أسابيع بالتمام والكمال مرّت على بداية المشاركات عبر ال «آس.آم.آس».. أي منذ غرة جويلية الفارط وبالتالي اختار الحاسوب مرشحين اثنين عن كل أسبوع... يعني 20 مترشحا مرّوا للقرعة النهائية. .. «حلايبي» يسبح في الملايين وفرحة لا توصف على «المباشر» مباشرة اثر ذلك تحوّل الجميع الى استوديو البث المباشر.. تقدمت اليد البريئة ممثلة في الطفلة «أمل» لتسحب رقم هاتف الفائز على وقع أصوات «دقات القلب» والمؤثرات الصوتية التشويقية التي بثها مخرج الحصة الشاب سامي الظويهري لينطلق بعدها رنين الهاتف على المباشر ويأتي الصوت من هناك «..آلو... صحة شريبتكم..».. انه صوت سعيد الحظ محمد عبد الغني 42 سنة اصيل مدينة «الزاوية» من ولاية سوسة والذي يعمل في ميدان توزيع الحليب ومشتقاته على المنازل... يجتهد يوميا ليوفّر قوته وقوت عائلته وابنائه الستة... الأمر الذي لم يكن بالسهولة المنتظرة من المنشطة ريم رواية حتى تزف له الخبر لكن وبحكم تمرّسها امام المصدح تمكنت من اقتلاع صيحات الفرح من الفائز.. لم يكن يتصوّر انه سيصبح صاحب السيارة وال 50 مليونا.. وبسرعة انهى المكالمة بعد ان اعلم الجميع بأنه في طريقه الى مقر الإذاعة حتى يتأكد من صحة ما سمعه. حوالي 20 دقيقة كانت كافية حتى يكون الفائز جالسا امام المصدح وبعد ان أكد له العدل المنفذ فوزه انطلق يتحدث بفرحة لا توصف عن حالته الاجتماعية حيث قال انه «ولد باب الله» وسيؤمن مستقبل أطفاله الستة ببناء منزل يجمعهم وان طبيعة عمله المتمثل في بيع وتوزيع الحليب ومشتقاته على حرفائه بمنازلهم تقتضي ايضا تفريطه في السيارة التي ربحها حتى يشتري سيارة أخرى تساعده في عمله... الفائز أكد ايضا انه أرسل عديد الارساليات القصيرة حتى يكون حظه أوفر بالفوز وعندما أعلمه مدير الاذاعة بأن هناك من أرسل اكثر من خمسة آلاف ارسالية اجاب بأنه لا يتذكر عدد ارسالياته التي لم تتجاوز الاربعة حسب تصوّره مفيدا في الآن ذاته ان الله فتح له باب العرش حتى يكون عيده «عيدين» وأنه سيتصدق بما تيسّر مما رزقه الله. وخلال حديثه ذكر الفائز بأن طرفة حصلت له قبل وصوله الى الاستوديو حيث بعد انهائه للمكالمة وخروجه للالتحاق بمقر الاذاعة وبمجرد فتحه لباب منزله وجد احد أجواره امامه يطالبه بارجاع ما اقترضه منه من مال بعد سماعه بفوزه عبر أمواج الأثير مضيفا انه وبعد الاعلان عن رقم هاتفه على المباشر تلقى عديد المكالمات تعبّر له عن تهاني أصحابها.. فرحة السيد محمد عبد الغني كانت مؤثرة للغاية لكن الأجواء الاحتفالية التي انطلقت بعد ذلك بتناول المشروبات والمرطبات جعلتها حفلة فرح وسعادة أرادها المشرفون على «الجوهرة أف.أم» عربون محبّة وتواصل بين هذه الإذاعة التي فرضت امتيازها على المشهد الاعلامي السمعي ومستمعيها الأوفياء الذين أصرّوا ليلتها على تقديم التهاني عبر آلاف الارساليات والمكالمات الهاتفية.