لم يسبق لقطاع التحكيم أن عرف هذه البداية غير المتوقعة بالمرة من حيث معاقبة الحكام. فالأخطاء كانت وسوف تظل موجودة ما دامت الأرجل والرؤوس تتلاعب بالكرة لكن الجامعة والادارة الوطنية للتحكيم قررت فرض عقوبات قاسية وأخرى مستحقة على بعض الحكام لكنها أيضا جاملت وساندت حكام آخرين أخطؤوا . وفي هذا التقرير عدنا إلى كل العقوبات وأشرنا الى بعض التجاوزات. أصدرت الادارة الوطنية للتحكيم مساء الاربعاء عقوبات جديدة على الحكام وذلك للمرة الثانية في بداية هذا الموسم.. فبعد أن سبق وعوقب كل من رياض المسعي ومحمد الهادي باكير. وغازي بن غزيل بالاضافة الى المساعد الصادق عواز. جاءت عقوبات أول أمس على ثلاثة حكام أيضا هم: وسيم بن صالح وعادل الصغير وإلياس سويدان بالاضافة الى حكم مساعد هو العربي المنصوري لكن توسعت القائمة لتصل الى الرابطة الثانية وعقوبة محمد بركات. هل هي صدفة؟ إن المتتبع لعقوبات الحكام يلفت انتباهه أن فريق حمام سوسة كان متواجدا في ثلاثة لقاءات عوقب فيها الحكام (باكير في مباراة الافريقي وبن صالح في لقاء جرجيس وبن غزيل في مباراة الملعب التونسي). بالاضافة الى عقوبة الحكم المساعد العربي المنصوري في اللقاء الأخير بين الترجي الجرجيسي والأمل الرياضي بحمام سوسة. كيف تتم العقوبات؟ لسائل أن يسأل، كيف تتم معاقبة الحكام ومن يقترحها وهنا نقول إن لجنة المتابعة التي يرأسها السيد هشام قيراط توجه الدعوة الى الحكام المخطئين (أو من ليس لهم دعم وسند)والدعوة توجه حسب تقارير المراقبين أو الصور التلفزية التي تعول عليها الادارة الوطنية للتحكيم لمعاقبة الحكام وقت الحاجة. فهشام قيراط والحبيب ناني وزبير نويرة والناصر كريم ورشيد بن خديجة بالاضافة الى مدير الادارة الوطنية للتحكيم يجتمعون ويتناقشون بعد الاستماع إلى دفاع الحكام عن أخطائهم وهفواتهم وبعد ذلك تكون القرارات والعقوبات التي تكون حسب حجم الخطإ الذي وقع فيه الحكم. «وحلة» تمت معاقبة الحكمين محمد الهادي باكير وعادل الصغير والثنائي من رابطة المنستير واللجنة سوف تجد نفسها في موقف حرج. اما أن تمنح الفرصة للحكم الشاب أنيس بالحسن ليظهر لأول مرة في الرابطة الأولى أو أن تبقى هذه الرابطة بدون حكام بعد اعتزال مراد الدعمي ومعاقبة باكير والصغير. فشل أجريت مساء الاربعاء اختبارات «ورنر» للمجموعة الأولى من الحكام والحكام المساعدين بملعب ألعاب القوى بالمنزه وعجز ثنائي فقط عن إنهاء الاختبارات البدنية وانسحب وسط السباق أو برمي المنديل ونقصد هنا الحكم الشاب الصادق عتيق والذي لا يتدرب بالشكل المطلوب اضافة الى الحكم المساعد محمد محرز (الأول من رابطة سوسة والثاني من رابطة المنستير). كما ظهر أربعة حكام كل منهم متثاقلا وغير جاهز بدنيا مما جعل هذا الرباعي يجد عديد الصعوبات في انهاء السباق والحكام هم: حمدي بوجزة صاحب الوزن الزائد والمتثاقل والذي يركن للراحة بعد فشله في مباراة جندوبة والقصرين وسمير الهمامي هو الآخر فقد رشاقته ومحمد الهادي باكير المعاقب وقد يكون متأثرا بعقوبته وهشام برك اللّه البعيد كل البعد عن الحضور البدني المطلوب. مفارقة فؤاد البحري حرم النادي الافريقي من ضربة جزاء ولم يرفع الورقة الحمراء ضد الحارس أنيس الزيتوني والصور التلفزية كانت واضحة وجلية. أما يوسف السرايري فقد حرم المرسى من ضربة جزاء، لكن الثنائي كان محظوظا بما أن الممتحنين (بالناصر والحمروني في رادس والدعمي وبن ميلاد في المرسى)، قد منحوهما أعدادا في المستوى المطلوب. أخطاء بلا عقوبات في بداية الموسم وقع بعض الحكام في أخطاء أثرت على بعض النتائج لكن لم تصدر عقوبات أو ما شابه ذلك والحكام هم محمد بن حسانة (الشبيبة/ الملعب التونسي)، سليم بودبوس (حمام سوسة/ النادي الصفاقسي)، نصر الله الجوادي (مستقبل قابس / مستقبل المرسى)، يوسف السرايري (المرسى/بنزرت) وفؤاد البحري (النادي الافريقي/ حمام الأنف). منطق إذا ما أصرت الادارة الوطنية للتحكيم وواصلت سياستها الجديدة والرامية الى معاقبة بعض الحكام وليس كل من يخطئ، فإنها في النهاية سوف تجد نفسها في ورطة وبدون حكام وربما وقتها تستدعي في كل أسبوع حكاما من الدول الشقيقة والصديقة لقيادة المباريات والوقوع في هفوات وأخطاء والحصول على الامتيازات دون لوم أو عتاب لأن معاقبتهم غير ممكنة أو واردة بالمرة. البقية تأتي حتى الآن تمت معاقبة ستة حكام وحكمين مساعدين وهم: الهادي باكير رياض المسعي وسيم بن صالح إلياس سويدان عادل الصغير وغازي بن غزيل والثنائي الصادق عواز ومحمد محرز... صحيح أن هؤلاء أخطؤوا لكننا شاهدنا أخطاء أخرى ربما كانت أكبر وأفظع وظلت بلا عقاب.