طالبت أنقرة الرئيس العراقي المعين غازي عجيل الياور أمس بأن تلاحق السلطات العراقية الأكراد الاتراك المنتشرين في شمال العراق. كما أعربت تركيا في هذا الاطار عن مخاوفها من ان يسيطر أكراد العراق على كركوك الغنية بالنفط معتبرة ان هذا الأمر قد يعرض هذه المدينة والعراق بأكمله الى الخطر. وتعتقد السلطات التركية ان هنالك الالاف من الأكراد الأتراك الذين تصفهم ب»الارهابيين» و»المتمردين» منتشرون حاليا في مناطق جبلية بشمال العراق. وتخشى أنقرة في هذا الصدد من ان يؤدي انفصال أكراد العراق الى مطالبة أكراد تركيا أيضا بالانفصال عن الحكومة التركية. «الأتراك الأتراك»... والعراق وقد استغلت تركيا أمس زيارة الرئيس العراقي المعين غازي عجيل الياور لها لتوجه له تحذيرا «ضمنيا» حول هذه «القضية» وطالب الرئيس التركي احمد نجدت سيزار امس الياور بأن تعمل السلطات العراقية على «مطاردة» الأكراد الأتراك وبوضع حد حتى لا يكون «العراق الجديد» مأوى للمنظمات الارهابية، حلى حد وصفه. وقد رد الرئيس العراقي المؤقت على المطالب التركية بقوله ان بلاده لا تريد ان تتدخل أنقرة في الشؤون الداخلية للعراق. لكن الياور أشار ايضا الى ان حكومة بلاده لا يمكنها ان تتجاهل منظمة من شأنها ان تعرض جيران العراق الى الخطر. وأضاف الياور في هذا الصدد ان بغداد تأمل في تطوير علاقاتها مع تركيا في اطار ما وصفه ب»علاقات جيدة مع الجيران ودون تدخل في الشؤون الداخلية». رسالة... تركية ومن جانب آخر أعرب الرئيس التركي احمد نجدت سيزار للرئيس العراقي المعين عن قلقه من رؤية أكراد العراق يسيطرون على مدينة كركوك. وقال سيزار انه أبلغ الياور خلال لقائه به أمس بأن بلاده ترى ان محاولات بعض المجموعات العرقية التي تتواجد بكركوك (تركمان، عرب، أكراد، آشوريين أو آخرين) السيطرة على هذه المدينة قد تعرض استقرار العراق بأكمله الى الخطر. وأشار الرئيس التركي الى انه طالب خلال لقائه الياور بضروة اتخاذ اجراءات فعلية في أسرع وقت ممكن لهدف منع العمليات التي تحدث في كركوك بين الفينة والاخرى من التأثير على العلاقات الاقتصادية التركية العراقية. وذكرت مصادر تركية في هذا السياق ان الياور وسيزار بحثا خلال لقائهما أيضا مسألة سائقي الشاحنات الأتراك الذين يعملون في العراق والذين تم اختطاف عدد منهم في الايام القليلة الماضية من قبل مجموعات مسلحة في هذا البلد. وكانت السلطات التركية قد أبلغت نظيرتها العراقية أنها تفكر في اتخاذ تدابير أمنية لحماية موظفيها الذين يعملون في العراق ولتأمين ظروف عمل ملائمة لهم في هذا البلد.