... أصوات أوبرالية دغدغت النفوس.. وهيّجت المشاعر وارتحلت بالأذهان.. واستقرّت على ايقاعها الأجساد.. وتعانقت لنغماتها الأرواح.. في ليلة انقشعت فيها السحب وحلّت بها النجوم لتستقر في فضاء أكروبوليوم قرطاج وتشدو بأعلى صوتها معلنة عن افتتاح «الأكتوبر الموسيقي» ليلة أمس الأول بذاك الفضاء العريق «أكروبوليوم» قرطاج الذي احتضن أصوات أوبرا تونس ضمن التزام مدينة الثقافة بدعم إنتاج المبدعين التونسيين وخاصة من الشباب في الكتابة والتأليف الموسيقي والمساهمة في التعريف بهذه الانتاجات ضمن شبكة علاقات مدينة الثقافة على المستوى الدولي. أسماء كثيرة وأصوات مختلفة.. والابداع واحد.. هم مجموعة من المبدعين الشبان اجتهدوا ليبلّغوا أصواتهم ويقنعوا بآدائهم فكان لهم ما أرادوا.. وقدّموا عرضا راقيا في ليلة رائقة اختلطت فيها الحضارات وامتزجت الأساطير وعانقت فيها أصوات أوبرا تونس الامتياز وتألق كل من هيثم الحذيري ويسرى زكري وأبدعت هندة بن شعبان.. وصفق لهم الجمهور وقدمت المجموعة الأوركسترالية لتونس بإدارة رشيد قوبعة أوبرا «الخادمة السيدة» لجيوفاني «باتيستا برغوليزي» وبصوتي هيثم الحذيري ويسرى زكري فانسجما صوتاهما وتعانقت روحيهما وقدما لوحة فنية عانقت الابداع. تتويجات ولم يخل حفل افتتاح «أكتوبر الموسيقي» من التتويجات وفاز كل من هيثم الحذيري ويسرى زكري وهندة بن شعبان بالجائزة الوطنية لأفضل صوت أوبرالي 2010 وتسلموا جائزتهم من السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث وهي متمثلة في تربص في الأوبرا بفرنسا. فوضى وعدم احترام المواعيد بالرغم من نجاح تلك الأصوات الأوبرالية التونسية في شدّ الجمهور إلاّ أنّ الفوضى وقلّة النظام وعدم احترام المواعيد سيطر على حفل افتتاح الأكتوبر الموسيقي وأولها عندما بقي الصحافيون ينتظرون داخل الحافلة متحملّين حرارة الطقس لمدّة 40 دقيقة حتى يأذن سائق الحافلة بالانطلاق في حين أن الرسائل القصيرة التي وصلتنا أشارت إلى أن موعد انطلاق الحافلة يكون على الساعة السادسة والنصف. إلا أنها انطلقت على الساعة السابعة وعشر دقائق. تأخير المواعيد لم يكن حكرا على انطلاق حافلة الصحافيين فحسب بل شمل موعد انطلاق العرض الذي كان من المفترض أن ينطلق على الساعة الثامنة ليلا إلا أنه تأخر ب15 دقيقة تقريبا حتى أنّ الجمهور ملّ الانتظار ولم يجد من طريقة ينبّه بها أصحاب العرض سوى التصفيق. الجمهور استغرب أيضا من عرض تلك الأشرطة الوثائقية التي تحمل مشاهد لتلك الأصوات الأوبرالية وقد أخذت فترة كبيرة من زمن العرض وهو ما ملّه الحضور وراح يصفق ثانية مطالبا بصور مباشرة وليست مسجلة. ومن جانب آخر تذمر بعض الحضور من تقنيات الصوت التي كانت رديئة جدا ولم تفلح في ايصال تلك الأصوات الأوبرالية كما يجب. الحرارة أيضا والجلسة غير المريحة على تلك الكراسي البلاستيكية ساهمتا في مغادرة بعض الجمهور قبل نهاية الحفل.