تونس 9 أكتوبر 2010 (وات) - أصوات أوبرالية شابة راهنت على الانخراط في مسار فني راق ونخبوي فأثبتت جدارتها هي "أصوات اوبرا تونس" التي صدحت مساء الجمعة في فضاء اكروبوليوم قرطاج بمناسبة افتتاح الدورة 16 لتظاهرة "الأكتوبر الموسيقي" التي تتواصل الى غاية 29 من الشهر الجاري. ووسط أجواء احتفالية انعكست أضواء ساطعة على جدران فضاء الاكروبوليوم ليستقبل ضيوفه الذين جاء البعض منهم لأنه يعشق الفن الاوبرالي والبعض الآخر ليتعرف على خصوصيات هذا الفن ويطلع على التجربة التونسية في هذا المجال. انطلق الحفل باعتلاء المجموعة الغنائية لاوبرا تونس الركح في اول مشهدية اوبرالية في السهرة بقيادة فيرونيك موريس وبمساعدة هناء سماتي وعازفة البيانو تويو كو عزيز، واختارت المجموعة ارتداء ازياء سوداء موحدة وسط اضاءة خافتة إمعانا في إبراز البعد الدرامي للقصة التي سردتها المجموعة الاوبرالية بالقاء منغم او ما يعبر عنه باللغة الايطالية /ريشيتاتيفو/ جمع بين الغناء الجماعي /الكورال/ والغناء الفردي. وبعد مغادرة المجموعة الغنائية الركح تم تقديم ملخص لنشاط "اصوات اوبرا تونس" على شاشة عملاقة حيث قدمت عروضا في مدينة سوسة في شهر ماي 2009 وشاركت في تظاهرة "50 ساعة موسيقى" بالحمامات في شهر جوان 2010 . وتواصلت السهرة فيما بعد مع فرديات اوبرالية أمنها كل من يسرى زكري وهيثم الحذيري وهندة بن شعبان وهي الأصوات الثلاثة الفائزة في المسابقة الوطنية لأفضل صوت أوبرالي التي نظمتها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في جوان 2010 . وتمكنت هذه الاصوات الشابة من المزج بين الانشاد والتعبير المسرحي فتكررت الجمل الغنائية بطبقات اوبرالية مختلفة باصوات قوية لتكشف عن مواهب تونسية شابة تؤمن بقدراتها. وبجمالية الانغام وقدرة على معانقة اصعب الطبقات الاوبرالية رحل الثنائي هيثم الحذيري ويسرى زكري بالحضور في الجزء الأخير من الحفل الى زمن الاساطير من خلال استعراض اوبرا "الخادمة السيدة" التي وضع موسيقاها هنري برسيل (1659-1695) وتروي قصة خادمة تحتال على سيدها حتى يتزوجها وتصبح سيدة البيت. وتبادل الثنائي في صياغة اوبرالية لهذه القصة حوارا فنيا يعتمد على تقنية /الاوبرا الجادة/ وهي لون من الاوبرا ساد في القرنين السابع عشر والثامن عشر ميلادي ويتناول مواضيع وقصص اسطورية بموسيقى مركبة ومتداخلة. هذا العرض الذي نظمته وحدة التصرف حسب الاهداف لمدينة الثقافة في اطار الاحتفال بالسنة الدولية للشباب كان محاولة للانفتاح على الثقافة الاوبرالية التي تختلف كثيرا عن الثقافة الموسيقية الشرقية بصفة عامة والعربية بصفة خاصة. وفي ختام الحفل الذي حضره عدد من الفنانين والمهتمين بالموسيقى تولى السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث تسليم جوائز مالية للفائزين في المسابقة الوطنية لأفضل صوت اوبرالي تونسي والتي تحصل عليها كل من هيثم الحذيري ويسرى زكري وهندة بن شعبان.