أعلن وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن أمس أمام مجلس العموم تفاصيل أكبر خطة تقشّف تعتمدها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية وتشمل مختلف الوزارات. وأكد أوزبورن أنه سيتم تخفيض ميزانية الوزارات بنحو 25٪ أي ما قيمته 83 مليار جنيه استرليني على مدى السنوات الأربع القادمة. خفض العجز ودافع الوزير البريطاني بشدّة عن خططه مؤكدا أنها تهدف الى تحقيق النمو الاقتصادي وخفض العجز في الميزانية. وقال أوزبورن انه سيضع خطة على مدى أربع سنوات لضمان استمرار النفقات العامة ودولة الرفاهية على المدى البعيد في بريطانيا، حسب قوله. وأضاف أوزبورن أن بريطانيا لها أكبر عجز هيكلي في الميزانية علي مستوى أوروبا بمقدار 109 مليارات جنيه استرليني وأن إجمالي النفقات العامة سيكون 702 مليار جنيه في السنة المقبلة على أن يرتفع الرقم الى 713 مليار جنيه ثم الى 724 مليار جنيه و740 مليار جنيه عامي 2014 و2015. وتابع الوزير البريطاني أن هناك ثلاثة معايير تحكّمت في خيارات الانفاق وهي الاصلاح والعدالة والنمو. وأضاف أوزبورن أن الحكومة البريطانية ستوفر 6 مليارات جنيه من الموارد المخصّصة لمختلف الارادات البريطانية أي ضعف المبلغ الذي وعدت به سابقا. وأوضح أن النفقات المخصّصة للسنة المقبلة ستكون في حدود 651 مليار جنيه ثم ترتفع الى 665 مليار جنيه و679 مليار جنيه في السنة التي تليها. وأشار الوزير الى أن مصاريف الحكومة المخصّصة لخدمة فوائد الديون ستقلّ بمبلغ مليار جنيه عام 2012 ثم بمبلغ 1.8 مليار جنيه عام 2013 ومبلغ 3 مليارات عام 2014 أي أن اجمالي النفقات سيصل الى 5 مليارات جنيه على مدى السنوات التي تغطيها خطة مراجعة الميزانية. اقتطاعات دفاعية وفي سياق متصل أعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون أن بلاده ستحافظ على قوة الردع النووية التي تمتلكها، إلا أنها ستخفض عدد الرؤوس النووية وسترجئ الى عام 2016 قرار إطلاق غواصات نووية جديدة. وأضاف رئيس الحكومة البريطانية في مقابلة مع مجلة الدفاع الاستراتيجية أن برنامج «ترايدنت» للردع النووي يشكل «الضمان الوحيد» وعنصرا أساسيا في الأمن القومي. وأضاف كاميرون أنه سيمضي قدما في برنامج تحديث قوة الردع النووية رغم كلفته، إلا أنه سيتم إرجاؤه الى عام 2016 في إطار خفض النفقات. ويرى مسؤولو الدفاع أن الغواصات الحالية من نوع «فانغارد» ستبقى حتى نهاية العشرينات من هذا القرن، وهذا يعني أن استبدالها قد لا يحصل إلا بعد عام 2028. وتوقعت مجلة الدفاع الاستراتيجية أن يتم خفض عدد الرؤوس التي تحملها كل غواصة من 48 الى 40 لإرضاء الديمقراطيين الأحرار المشاركين في الحكومة الائتلافية منذ ماي الماضي. وأكدت الولاياتالمتحدة من جانبها أن حليفتها بريطانيا ستحافظ على صفة «جيش من الصف الأول» رغم الاقتطاعات الضخمة التي أعلنتها لندن من ميزانيتها الدفاعية.
