وصف نائب رئيس الوزراء البريطاني نك كليغ أمس التسريبات التي نشرها موقع «ويكيليكس» الالكتروني حول حرب العراق بأنها «خطيرة جدا»، فيما اعتبرها القائد العام للجيوش الأمريكية مايك مولن تهديدا كبيرا لحياة الكثيرين، وهو ما نفاه مؤسس الموقع الذي أصبح مطاردا من قبل أجهزة الاستخبارات وفق ما أكدته تقارير إعلامية. وقال كليغ في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»: «يمكننا التنديد بالطريقة التي حصلت بها هذه التسريبات لكنني اعتقد أن مضمونها خطير جدا»، ومن جانبه قال مولن في سطر واحد على موقعه في تويتر «نشر ويكيليكس المزيد من الوثائق السرية المسروقة يهدد حياة كثيرين ويوفر معلومات قيمة للخصوم». مطالب بالتحقيق وعلى صعيد متصل طالب محامون بريطانيون أمس بفتح تحقيق علني حول مقتل مدنيين عراقيين، بعد الكشف عن مقتل أكثر من 15 ألف مدني خلال الفترة بين 2004 و2009. ونقلت صحيفة «صنداي اكسبرس» عن «فيل شاينر» الذي يتولى الدفاع عن قضايا عراقيين تعرضوا للقتل والتعذيب على يد القوات البريطانية في بيان «انه سيجبر الحكومة البريطانية على إجراء هذا التحقيق». وقال شاينر: «إن جنديا بريطانيا قتل طفلة عراقية عمرها ثماني سنوات بينما كانت تلعب في الشارع بمدينة البصرة». وأشار المحامي شاينر إلى أنه يتعامل الآن مع 142 حالة من حالات تعرض مدنيين عراقيين للتعذيب على يد القوات البريطانية، وسيضعها أمام المحكمة العليا في لندن يوم الخامس من نوفمبر المقبل. آسانغ ينام على الأرض ودافع مؤسسو موقع ويكيليكس عن نشر 400 ألف وثيقة سرية أمريكية عن حرب العراق، مؤكدين أن هذه الوثائق تكشف حقيقة هذه الحرب وأن بعضها حُجب لحماية كثير من الأفراد. وقال جوليان آسانغ في مؤتمر صحفي عقده أمس الأول في لندن أن نشر تلك الوثائق «لا يعرّض حياة أحد للخطر»، مضيفا: «الصور التي تظهرها الوثائق للأحداث التي تقع يوميا في العراق تعطي فكرة عن حجم المآسي الإنسانية التي تسببت بها حرب العراق». وأضاف أن معظم حالات القتل التي تكشف عنها الوثائق الأمريكية السرية تتعلق بحوادث قتل فيها شخص واحد أو شخصان، مشيرا إلى أن الوثائق أظهرت أدلة على ارتكاب جرائم حرب في العراق، وكشف أن هناك 15 ألف حادث قتل َتعرض لها مدنيون لا تعرف هوياتهم حتى الآن. وتشير الوثائق إلى أن أكثر من 109 آلاف مواطن عراقي قتلوا في الفترة بين 2004 و2009، بمن فيهم 66081 مدنيا، و23984 ممن يوصفون بالأعداء، و15196 من أفراد قوات الأمن العراقية، و3771 من جنود التحالف. ومن جانبها ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في عددها الصادر أمس الأول، أن جوليان اسينغ، مؤسس موقع «ويكيليكس»، يعيش الآن كرجل مطارد يخشى أجهزة المخابرات الغربية. وقالت الصحيفة على موقعها الالكتروني، إن الرجل طالب عددا من أصدقائه المخلصين باستخدام هواتف ثمينة مشفرة، كما أنه يدخل الفنادق بأسماء مستعارة ويصبغ شعره وينام على الأرائك والأرض ويستخدم الأموال بدلا من بطاقات الائتمان التي عادة ما يستعيرها من أصدقائه.