يعد إدماج المعوق في وسطه الاجتماعي والاقتصادي احد أهم الأهداف التي ترمي الى تحقيقها مختلف الجمعيات ذات الصلة. كما تعد نفس الغاية شغل الأولياء الشاغل بسبب حساسية الإعاقة. من ذلك تعد مسالة ادماج الطفل المعوق في وسطه المدرسي من أهم ما يشغل ذهن المشرفين على الجمعيات. وفي هذا الإطار نظمت جمعية رعاية فاقدي السمع «اصداء» تحت اشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج والادارة الجهوية للنهوض الاجتماعي ندوة وطنية بعنوان «الإدماج المدرسي لفاقدي السمع، الواقع والآفاق» وذلك يوم السبت 23 أكتوبر الجاري بالمركب الثقافي أسد بن الفرات بالقيروان. الندوة حضرها ممثلون عن وزارتي التربية والشؤون الاجتماعية ومندوبية الثقافة وممثلو الجمعيات وعدد من الأخصائيين والمربّين والأولياء. وأشرف على افتتاحها والي القيروان ياسين بربوش وتضمنت معرضا لابتكارات المعوقين وفاقدي السمع وعددا من المداخلات. الادماج الاجتماعي وقد تطرقت أشغالها الى بيان أهمية التشريعات التونسية لفائدة حاملي الإعاقة السمعية فى مجال الرعاية والتعليم والتأهيل وتقييم التجارب السابقة فى مجال الإدماج المدرسي بمختلف مراكز الجمعيات كما تطرقت المداخلات الى مواضيع التربية المبكرة والإحاطة بالطفل منذ السنوات الأولى من اكتشاف الإعاقة والحركات المتممة للكلام والدعم البيداغوجي والفني لإنجاح تجربة الإدماج المدرسي وطرق التواصل وطرق المراجعة بالمدارس. وتناولت أيضا مسألة الإدماج الاجتماعي والرياضي والثقافي لحاملي الإعاقة ووظيفة الأجهزة السمعية داخل الأقسام العادية ودورها في إنجاح تجربة الإدماج المدرسي من جهة وأهمية تزويد الطفل المعاق سمعيا « مبكرا» بالمعينات السمعية المناسبة او بزرع قوقعة صناعية. وتهدف الندوة التي حضرها عدد كبير من الأولياء ومن ممثلي المجتمع المدني الى تحسيس الأولياء بأهمية التعليم والتأهيل لأبنائهم فاقدي السمع منذ سن مبكرة . احصائيات يبلغ عدد المعوقين في تونس حوالي 151 ألفا، أي بنسبة 1.6 بالمائة من مجموع السكان ويمثل عدد المعوقين السمعيين نسبة 12.5 من مجموع المعوقين. ويمثل زواج الأقارب أهم سبب في الإعاقات في تونس والذي يمثل بدوره نسبة 23 في المائة من مجموع حالات الزواج. وتشير الإحصائيات المتوفرة حول الإدماج المدرسي، عدد المدارس الدامجة بلغ لغاية السنة الدراسية 2007-2008، 263 مدرسة بينما بلغ عدد المعوقين المدمجين (1124) من بينهم 324 إعاقة سمعية. وبلغ عدد المدارس المحتضنة لأقسام تحضيرية دامجة 57 بينما بلغ عدد الأطفال المعوقين بالسنة التحضيرية 93 طفلا. معرض إبداعات المعوقين تم على هامش هذه الندوة، إقامة معرض، ببهو المركب الثقافي أسد بن الفرات بالقيروان، لإبداعات المعوقين من مواد خزفية ونقش على الفضة وعرض لمختلف الأجهزة السمعية والمعينات التربوية التي يحتاج إليها فاقدو السمع. الندوة حققت أهدافها ولاقت نجاحا واهتماما كبيرين من قبل المسؤولين بالجهة والمربين والأولياء ومختلف شرائح المجتمع المدني وشكلت فرصة لتبادل التجارب والخبرات في هذا المجال ، وكل الجهود الآن متجهة نحو تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية الرائدة للحد من عدد المعوقين الأميين في بلادنا، بمزيد تعزيز الإحاطة المناسبة بهم منذ حداثة السن بما يضمن التدخل المبكّر ويفسح المجال أمامهم للإدماج المدرسي بكافة أنواعه. وتمثل جمعية «بسمة» للمعوقين أهم مرجع للعمل الجمعياتي وإدماج المعوقين في الوسط المدرسي والاجتماعي والاقتصادي.