قطر «الدوحة» (الشروق) من مبعوثتنا الخاصة نجوى الحيدري: بالمشموم التونسي استقبل مساء أمس مسرح قطر الوطني ضيوفه لافتتاح الايام الثقافية التونسيةبالدوحة، تحت إشراف الاستاذ عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث والدكتور حمد بن عبد العزيز الكوّاري وزير الثقافة والفنون والتراث القطري وبحضور مجموعة من المثقفين والمبدعين التونسيين على غرار المسرحي المنصف السويسي والشاعر جمال الصليعي. وواكب حفل الافتتاح عدد هام من الجالية التونسية المقيمة بقطر ومن القطريين أنفسهم. وفي كلمته التي ألقاها بالمناسبة أكد الاستاذ عبد الرؤوف الباسطي مدى حرص تونس على تنزيل الثقافة في مراتب أولى مشيرا الى أهمية هذه الايام في مساهمتها في النهوض بإنتاجنا الفني والثقافي، مضيفا أن الاصلاح أساس الثقافة كذلك لابد من السعي الى إنجاح مثل هذه التظاهرات لدفع مسار التطور الثقافي... وختم وزير الثقافة والمحافظة على التراث كلمته بالحديث عن الدوحة عاصمة الثقافة العربية خاصة أنها شهدت قفزة نوعية على المستوى الثقافي باعتبار أن الدولة تولي اهتماما خاصا بهذا القطاع»... تونس التميّز ولئن كان لتونس طابعها الخاص والمميز في كل المحافل والتظاهرات فإن هذا ما أكده وزير الثقافة القطري الذي صرح أن الاسابيع الثقافية تتوالى لكن الاسبوع التونسي يبقى مميزا نظرا لما تحفل به تونس من ثقافة عريقة ومتطورة ... وأضاف الدكتور حمد بن عبد العزيز أن ما سيتم مشاهدته في هذه الايام الثقافية ليس إلا جزءا بسيطا من تونس الثقافة والحضارة والتاريخ... «وهو ما دوّنه التاريخ العربي الاسلامي». حضرت كل الفنون لا يمكن أن نتحدث عن تاريخ الثقافة التونسية دون أن نترك المجال للفن التشكيلي يعبّر عنها وهو ما كان حاضرا بتميز في افتتاح الايام الثقافية التونسيةبالدوحة حيث تحلّت جدران المسرح الوطني بأبهى اللوحات وأبلغها، اختلف أصحابها في المقاصد واتفقوا على الابداع فكانت صورة تونسالمدينة العتيقة وتونس اليوم والقيروان في مخطوطات نفيسة من التراث وقطع من صحيح البخاري من متحف الحضارة والفنون الاسلامية برقادة... فحين تتجوّل بين خطوط هذه الرسوم تشعر وأنك بين أحضان قرطاج وتاريخها. وللتراث الموسيقي حضور في هذه الايام حيث تجوّل الحضور في أركان المعرض على أنغام البندير والقصبة، هذا الى جانب عرض مجموعة من الآلات الموسيقية التقليدية على غرار المزود والطبلة... دون التخلي عن الازياء التقليدية التونسية التي كانت محطّ اهتمام العديد من النساء القطريات. شعر الصليعي يؤثر في الحضور ومن تونس الخضراء جاء محمّلا بسلام الى قطر... «تحية أرادها الشاعر جمال الصليعي أن تكون فاتحة لمنطوقه الذي أجاده... وجاد به على جمهور دغدغت الكلمات مشاعره... فصفّق له طويلا... ومثلما عوّدت جمهورها بالصوت الجميل والطرب الاصيل قدمت الفنانة سنية مبارك مجموعة من الاغاني التونسية كلمة وشعرا، فانتشى لها الحضور، وارتحل معها الى ديار تونس وأسوارها، وجاب شوارعها محمّلا بأعذب الالحان وأبلغ الكلمات... انبهار وتفاعل جمهور الافتتاح عبر عن مدى انبهاره بالثقافة التونسية بجميع فنونها مشددا على ضرورة الانفتاح أكثر على الدول العربية وخاصة الخليجية والتكثيف من مثل هذه التظاهرات حتى يستمتع ويستفيد الجمهور القطري والعربي من تطور الفنون والثقافة في تونس. ولئن كان المشموم التونسي في الاستقبال فإن الحلويات التونسية الاصيلة حضرت في ختام سهرة الافتتاح لتكتمل صورة تونس بجميع فنونها وعاداتها وتقاليدها... وتتواصل الايام الى غاية 1 نوفمبر 2010 بعرض مجموعة من الافلام السينمائية الى جانب المحاضرات الادبية والايام الشعرية وسيكون الاختتام بعرض مسرحية «ابن رشد اليوم» لمنصف السويسي.