تعهدت الولاياتالمتحدة بدفع 10 ملايين دولار للمحكمة الدولية المكلفة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري والتي أثار تمويلها أزمة سياسية في لبنان، فيما حذر سياسيون لبنانيون من أن واشنطن تشحن القرار الظني بالبارود. وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة ان مبلغ العشرة ملايين دولار التي تعهدت بها واشنطن يصل بالتمويل الأمريكي للمحكمة الى 30 مليون دولار. تدخل أمريكي وأضافت رايس «اننا واثقون من أن عمل المحكمة يمكن أن يستمر للمساعدة في منع وقوع مزيد من العنف ووضع نهاية لفترة مأسوية من الافلات من العقاب على الاغتيالات السياسية في لبنان» على حد تعبيرها. وتابعت المسؤولة الأمريكية قولها «الى أن يتمكن لبنان من تحقيق ذلك سيكون من الصعب للغاية ضمان السلام والأمن الذي يستحقه جميع اللبنانيين» حسب قولها. لكن عدة أوساط لبنانية أبدت تحفظها على هذه الخطوة الأمريكية. وأكد تقرير لقناة «المنار» التابعة ل«حزب الله» أن ضخ الولاياتالمتحدة 10 ملايين دولار للمحكمة الدولية المتهمة بالتسييس جاء وسط الخلاف المحموم لبنانيا حول مسار عملها ليعطي زخما جديدا لمنطق المعارضة التي ترى أن المحكمة تعمل وفقا لأجندة مشبوهة لا تريد الخير للبنان. ورأى التقرير أن زيادة المساهمة الأمريكية في تمويل المحكمة تحمل رسائل سياسية واضحة ضد من يدعون الى مقاطعة التحقيق الدولي وتمويل المحكمة وفي توقيت يحمل الكثير من الدلالات. ورأى عضو تكتل التغيير والاصلاح في لبنان النائب آلان عون من جانبه أن زيادة الدعم المالي الأمريكي للمحكمة الدولية يحمل رسالة في هذه المرحلة بالذات. واعتبر النائب السابق لرئيس مجلس النواب اللبناني ايلي فرز لي أن «الولاياتالمتحدة كشرت عن أنيابها في عملية اعادة احياء قرار ظني مفترض لأنه يترنح في لبنان وفي العالم العربي وحتى في أوروبا». وأضاف فرز لي أن «واشنطن أرادت عبر زيادة الدعم المالي للمحكمة اعادة احياء القرار الظني وشحنه بالبارود لاستعماله على طاولة التفاوض مع ايران». سيناريوهات مخيفة في الأثناء ذكرت تقارير صحفية أن هاجس تكرار أحداث «7 أيار» (7 ماي 2008) بدأ يخيم على الساحة اللبنانية في ظل الأنباء التي تحدثت عن خطط سرية أعدها «حزب الله» وحلفاؤه للسيطرة عسكريا على بيروت لحظة صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية. وفي هذا السياق اعترف النائب عن حزب «البعث» عاصم قانصوه صراحة بوجود سيناريوهات عسكرية تحضر في لبنان قائلا «ان المؤشرات على الأرض توحي بالمواجهة اذا استمروا على هذه المواقف والتعنت والفوقية حيالنا ففي هذه الحال فليحدث ما يحدث وسيكون هناك 7 آيار كبيرة هذه المرة.» وأضاف قانصوه أن معراب (مقر اقامة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع) لن تكون خارج اطار المواجهة مؤكدا أن معراب لن تأخذ منا أكثر من ساعتين، لقد طفح الكيل ونريد الدفاع عن أنفسنا وعن وحدة لبنان والجيش معنا من أجل وحدة البلد وحماية المقاومة أهم من أي شيء.