نادي محيط قرقنة الترجي الرياضي: التشكيلة الأساسية للفريقين في مواجهة اليوم    أبطال أوروبا: تشكيلة ريال مدريد في مواجهة بايرن ميونيخ    رسميا: الأهلي المصري يواجه الترجي الرياضي بطاقة إستيعاب كاملة في ملعب القاهرة الدولي    منزل تميم: تفكيك شبكة مختصة في سرقة المواشي    عاجل/ مُحام يتعرّض للطعن بسكين أثناء خروجه من قاعة الجلسة بهذه المحكمة..    حملة أمنية في نابل تسفر عن ايقاف 141 شخصا    الأعلى انتاجا.. إطلاق أول محطة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية    الندوة الوطنية لتقييم نتائج التدقيق الطاقي الوطني للبلديات تبدأ أشغالها    سيارة Chery Arrizo 5 الجديدة تصل إلى تونس    هام/ تسميات جديدة في وزارة التجهيز..    بطاحات جزيرة جربة تاستأنف نشاطها بعد توقف الليلة الماضية    نجيب الدزيري لاسامة محمد " انتي قواد للقروي والزنايدي يحب العكري" وبسيس يقطع البث    السباح التونسي احمد ايوب الحفناوي يغيب عن اولمبياد باريس    التونسي أيمن الصفاقسي يحرز سادس أهدافه في البطولة الكويتية    ما السر وراء اختفاء عصام الشوالي خلال مواجهة باريس ودورتموند ؟    وزيرة الإقتصاد في مهمة ترويجية " لمنتدى تونس للإستثمار"    انطلاق اختبارات 'البكالوريا البيضاء' بداية من اليوم الى غاية 15 ماي 2024    حجز كمية مخدّرات كانت ستُروّج بالمدارس والمعاهد بحي التضامن..    الحماية المدنية: 12 حالة وفاة خلال ال24 ساعة الماضية    عاجل : قضية ضد صحفية و نقيب الموسقيين ماهر الهمامي    أريانة :خرجة الفراشية القلعية يوم 10 ماي الجاري    قصر العبدلية ينظم الدورة الثانية لتظاهرة "معلم... وأطفال" يومي 11 و12 ماي بقصر السعادة بالمرسى    دورة جديدة لمهرجان الطفولة بجرجيس تحتفي بالتراث    عاجل/يصعب إيقافها: سلالة جديدة من كورونا تثير القلق..    قوات الاحتلال الصهيوني تعتقل 8640 فلسطينيا بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الماضي..    بطولة مصر : الأهلي يفوز على الاتحاد السكندري 41    سياحة : نحو 30 بالمائة من النزل التونسية مازالت مُغلقة    جرحى في حادث اصطدام بين سيارتين بهذه الجهة..    هل سيشارك أيوب الحفناوي في الألعاب الاولمبية باريس 2024 ؟    عاجل : دولة عربية تلاحق عصابة ''تيكتوكرز'' تغتصب الأطفال بالخارج    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الاربعاء 8 ماي 2024    الاقتصاد في العالم    بأسعار تفاضلية: معرض للمواد الغذائية بالعاصمة    اتحاد الفلاحة: ''علّوش'' العيد تجاوز المليون منذ سنوات    عاجل/ فضيحة تطيح بمسؤولة بأحد البرامج في قناة الحوار التونسي..    حوادث : مقتل 12 شخصا وإصابة 445 آخرين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية    تراجع عدد أضاحي العيد ب13 بالمئة مقارنة بالسنة الماضية    أخبار المال والأعمال    مدعوما بتحسن الإيرادات الخارجية: ميزان المدفوعات يستعيد توازنه    إلى حدود 6 ماي تصدير 8500 طن من القوارص منها 7700 طن نحو فرنسا    هزة أرضية بقوة 4.7 درجات تضرب هذه المنطقة..    "دور المسرح في مواجهة العنف" ضمن حوارات ثقافية يوم السبت 11 ماي    ومن الحب ما قتل.. شاب ينهي حياة خطيبته ويلقي بنفسه من الدور الخامس    جيش الاحتلال يشن غارات على أهداف لحزب الله في 6 مناطق جنوب لبنان    اعتبارًا من هذا التاريخ: تطبيق عقوبة مخالفة تعليمات الحج من دون تصريح    لأجل غير مسمى.. إرجاء محاكمة ترامب بقضية "الوثائق السرية"    محرز الغنوشي: رجعت الشتوية..    سحب لقاح "أسترازينيكا" من جميع أنحاء العالم    رئيس جمعية مالوف تونس بباريس أحمد رضا عباس ل«الشروق» أقصونا من المهرجانات التونسية ومحرومون من دار تونس بباريس    مصر: تعرض رجال أعمال كندي لإطلاق نار في الإسكندرية    بعض مناضلي ودعاة الحرية مصالحهم المادية قبل المصلحة الوطنية …فتحي الجموسي    المهديّة :ايقاف امام خطيب بسبب تلفظه بكلمة بذيئة    اتصالات تونس تنخرط في مبادرة "سينما تدور" (فيديو)    تونس : 6% من البالغين مصابون ''بالربو''    متى موعد عيد الأضحى ؟ وكم عدد أيام العطل في الدول الإسلامية؟    رئيسة قسم أمراض صدرية: 10% من الأطفال في تونس مصابون بالربو    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    العمل شرف وعبادة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرار الظنّي حول اغتيال الحريري: مجرّد اتّهام.. أم وصفة للفوضى والصّدام ؟
نشر في الشروق يوم 15 - 12 - 2010

٭ تونس «الشروق»: إعداد النوري الصّل
يحبس اللبنانيون هذه الأيام أنفاسهم في انتظار صدور ما يسمى «القرار الظنّي» في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.. و«أغلب الظن» أن هذا القرار الذي قال نائب المدّعي العام للمحكمة الدولية إن صدوره سيكون «قريبا جدا جدا» سيحمل في مضمونه إدانة لعناصر من «حزب اللّه» وفق ما جاء في تسريبات تداولتها أوساط إعلامية غربية.. وهذه التهمة التي يتوقعها معظم اللبنانيين يلوح وقعها أخطر وارتدادها أكبر على المشهد السياسي والأمني في لبنان بالنظر إلى ما تضمره من نوايا ومخططات «تفجيرية» قد تعيد هذا البلد إلى المربع الأول وقد تفتح الوضع المعقّد أصلا على تعقيدات وحرائق قد لا تتوقف شظاياها عند حدود لبنان.. وخطورة ما يجري وما يدبّر «تسرّبت» من خلال التسريبات التي نشرتها مجلة «دير شبيغل» مؤخرا والتي قوبلت بما يشبه «حالة الاستنفار» من قبل المقاومة اللبنانية ومناصريها من السياسيين ورجال الأمن والقانون في الساحة اللبنانية إذ بات يخشى من أن تتحوّل إلى ساحة لمواجة قادمة تلوح في هذه المرّة حاسمة.. وقاتمة.. وهذه النتيجة التي يدفع لبنان في اتجاهها دفعا عبر أداة «المحكمة الجنائية الدولية» لا يريدها بلا شك، لبنان الذي أنهكته الأزمات.. ونخرت جسده العليل المكائد والمؤامرات.. ولا تريدها أيضا الأطراف والقوى الاقليمية التي لم تكد «ماكيناتها» الديبلوماسية تهدأ على مدى الأشهر الماضية من أجل استباق الحريق ومن أجل أن يكون مناخ التهدئة هو السائد في لبنان والمنطقة.. وهذا ما ترجمته مؤخرا زيارات الرئيس بشار الأسد والعاهل السعودي الملك عبد اللّه بن عبد العزيز ومن بعدهما الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.. لكن «رياح» المكائد الدولية أبت إلا أن «تجرف» محاولات التهدئة وأن تغلّب مناخ التوترات على مناخات التسوية والتعايش..
ووضع كهذا يطرح اليوم أسئلة كبيرة وخطيرة حول التداعيات المحتملة للقرار الظنّي.. أسئلة تحاول «الشروق» ضمن هذا العدد الجديد من الملف السياسي، أن تجد لها إجابة من خلال استطلاع آراء الشخصيات الأمنية والسياسية والقانونية اللبنانية.. وهم السادة: عبد الرحيم مراد (وزير دفاع لبناني سابق)، بشرى الخليل (محامية لبنانية)، عصام نعمان (محلّل سياسي ووزير سابق).
وزير الدفاع اللبناني الأسبق: توريط المقاومة في «دم الحريري» طبخة ل«حريق مذهبي»
تونس (الشروق):
اتهم وزير الدفاع اللبناني الأسبق عبد الرحيم مراد في لقاء مع«الشررق» عبر الهاتف محكمة الحريري بالسعي الى اشعال فتنة مذهبية في لبنان من خلال السعي الى توريط «حزب الله» في جريمة اغتيال الحريري...
السيد عبد الرحيم مراد القيادي البارز في المعارضة اللبنانية شدد في هذا الإطار على رفض مضامين القرار الظني المرتقب داعيا الى اتخاذ موقف حازم وحاسم في هذا الصدد.
وفي مايلي هذا الحوار:
تتجه الانظار هذه الأيام في لبنان الى القرار الظني الذي ستصدره المحكمة الدولية حول اغتيال الحريري... ماهي انتظاراتكم لتداعيات هذا الحكم المرتقب في ضوء ما صدر من تسريبات سابقة عن تورط عناصر من «حزب الله» في جريمة الإغتيال?.
لا أحد يستطيع أن يتكهن بطبيعة القرار الظني رغم التسريبات التي حصلت لكن ما أقوله إنه إذا كان القرار الظني سيأتي متناغما مع ما تم تسريبه في الدير شبيغل فإن هذا الأمر سيكون مرفوضا من جميع القوى... ونحن نتطلع الى أن نأخذ موقفا من المحكمة الدولية المسيسة والمسيطر عليها من قبل الولايات المتحدة.
كيف?
اليوم سيكون هناك اجتماع للحكومة...ونحن كقوى معارضة نرى بأن القرار الأساسي الذي نقدر أنه سيعرض للنقاش يتعلق ببند شهود الزور وإذا ما تم اتخاذ قرار إيجابي في اجتماع مجلس الوزراء اليوم وفق ما تطالب به قوى المعارضة فإن هذا سيكون موقفا حازما ومهما يستوجب أن نبني عليه وبأن تعمل على وقف تمويل المحكمة...لأن هذه المحكمة أكدت منذ عهد ميليس أن الهدف الأساسي من ورائها هو التآمر على المقاومة.. ولهذا السبب نقول إن القرار الظني المرتقب هو حلقة من مسلسل التآمر على المقاومة وعلى لبنان بل هو الحلقة الأخطر لأنه ينطوي على نوايا تآمرية وعدوانية قد تؤدي الى مشاكل حقيقية في لبنان..
هل نفهم من كلامكم هذا أن مثل هذا القرار قد يفتح الباب أمام عدوان إسرائيلي جديد على لبنان?.
نحن طبعا نواجه خطرا خارجيا من قبل العدو الصهيوني الذي قد يقدم على مخاطرة أخرى كبرى تستهدف سلاح المقاومة... هناك بعض الأطراف داخل الساحة اللبنانية مازالت تراهن على الموقف الأمريكي للهيمنة على لبنان...ومازالت تعطي الكيان الاسرائيلي ذخيرة سياسية مهمة في حملته على لبنان من خلال وقوفها في صف المحكمة الدولية ومن خلال توفيرها الغطاء لشهود الزور.
من هنا نحن نقول كقوى معارضة إن المرحلة صعبة وحرجة...وهي تستدعي من الجميع الوقوف في وجه هذه المكيدة الجديدة التي تستهدف الجميع بلا استثناء...وليس الوقوف في صف المحكمة الدولية التي افتضح أمرها وبان بالكاشف تآمرها...
هناك مخاوف لدى البعض من احتمال اندلاع فتنة مذهبية... هل ترون بأن مثل هذا السيناريو وارد فعلا?.
للأسف، كما قلت الطرف الآخر مازال يرفض التنازل ومازال يصر على لعب لعبة خطيرة جدا، ودون شك فإن البعض يسعى اليوم الى الفتنة لإرباك الساحة اللبنانية والمقاومة من خلال محاولته إشغالها في صراع مذهبي مدمر.
نحن نحرص في الحقيقة على درء الفتنة ونعمل على صون وحدة البلد وسلمه الأهلي ولكن هذا ما يجب أن يكون أيضا نهج القوى الأخرى في 14 آذار.
المحامية اللبنانية بشرى الخليل: محكمة الحريري سلاح أمريكي ل «إعدام» المقاومة
٭ تونس «الشروق»:
شرحت المحامية اللبنانية بشرى الخليل في لقاء مع «الشروق» الجوانب القانونية والتداعيات المحتملة للقرار الظني المرتقب صدوره من قبل المحكمة الجنائية الدولية التي وصفتها بأنها عبارة عن سلاح تستخدمه الولايات المتحدة لقمع كل من يخرج عن إرادتها..
واعتبرت الأستاذة بشرى الخليل ان ما يجري يشكل مخالفات جوهرية للقانون الدولي و«هرطقات» قانونية.
وفي ما يلي هذا الحوار:
٭ كيف تفسّرين قانونيا، القرار الظني الذي يدور الحديث بشأنه هذه الايام في لبنان؟ أين هي مكامن خطورته برأيك؟
لنتفق أولا على تعريف هذه المحكمة وهذا النوع من المحاكم، هذه المحاكم في الأساس وفي رأيي هي أحد أنواع الأسلحة التي تستخدمها الولايات المتحدة لمحاربة الخارجين عن إرادتها والمقاومين لسياساتها تماما كمحكمة الرئيس الشهيد صدّام حسين والتي أصرّ دائما على أنها محكمة امريكية بالكامل وأنها جاءت لتكمل تدميرها للعراق بالقضاء على قادة كل أركان النظام الذي طالما أعاق خططتها للتوسع والسيطرة في المنطقة.
وعليه فإن محكمة الحريري التي جاءت منذ البدء مخالفة لكل الأصول القانونية حيث ان عمل المحاكم الدولية ينحصر عادة بجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية وجرائم العدوان..
أما مقتل نائب برلماني في اي بلد أو حتى رئيس وزراء أو رئيس جمهورية يكون دافعا الى تشكيل محكمة دولية؟!.. فهذا أمر لا ينطبق عليه اي قانون لا دولي ولا محلي.
أما الهدف الحقيقي الذي سعت اليه الولايات المتحدة الأمريكية من وراء تشكيل هذه المحكمة فهو النيل من المحور المعادي لإسرائيل في المنطقة والذي كان بنيتها النيل منه عندما بدأت عدوانها على العراق ولكن تطوّرات الوضع العراقي وتصدي المقاومة العراقية ومفاجآت الواقع العراقي التي لم تكن في حساباتها أفشلت مخططها العسكري فاستبدلته بخطط أخرى تشكل احداها هذه المحكمة.. وحرب تموز... وخطط مستقبلية لاتزال في الغيب.
أما حصر الهدف اليوم في «حزب الله» وتوجيه الاتهام إليه بعد ان وجه في السابق الى سوريا وربما بعده الى إيران فهو لأن «حزب الله» هو العدو المباشر لإسرائيل وهو مصدر القلق الرئيسي لها، وهو في نظر إسرائيل والولايات المتحدة الحليف المتقدم والقوي لكل من سوريا وإيران فإذا تمكنوا من القضاء عليه بأية وسيلة من الوسائل او إغراقه في مشاكل أمنية داخلية قد تتدخل فيها إسرائيل بطرق معيّنة، فإن هذا كفيل بإضعاف مواقف كل من سوريا وإيران بسبب الرأي الاسرائيلي الأمريكي او على الأقل يضعف الخطر السوري الايراني بالقضاء أو «خنق» حليفها القوي المجاور لإسرائيل.
هنا يمكن قراءة كل الأمور بطريقة واضحة ويمكن تفسير ما عسر تفسيره... فالقرار الظني ان صدر سيُدين «حزب الله» وسيخترع أسبابا لهذه الإدانة ولكن المأزق الذي يقع فيه فريق المحكمة سواء القانوني او الاخلاقي او السياسي فهو انهم لم يجدوا ما يمكن وصفه بالدليل القاطع والجازم وهو المفترض وجوده للإدانة... وهذا الفريق يدرك تماما ان موضوع الاتصالات لا يشكل دليلا خاصة بعد ثبوت اختراق الشبكة من قبل الاسرائيليين ووجود جواسيس وعملاء داخل الشبكات اللبنانية وهو في كل الأحوال موضوع الاتصالات لا يشكل دليلا حتى لو ثبتت صحته.
أما مكامن الخطورة فهي معروفة: خلق فتنة مذهبية لعينة في لبنان خاصة بعد تهيئة أجوائها من خلال حركات أصولية بعيدة عن الدين تبث أفكار التفرقة وتعمل على التحريض ليلا نهارا.
في هذه الحالة كيف نفهم الفرق بين قرار ظني وقرار اتهامي؟ وأي رابط بين هذا وذاك؟
في القانون: كل قرار يصدر عن قاضي التحقيق بجرم جنحي أي يتعلق بجنحة يسمّى قرارا ظنيا، من يصدر ضده هذا القرار يسمى: ظنيا أما القرار الاتهامي فهو الذي يصدر عن الهيئة الاتهامية في جرم جنائي ويسمى من يصدر ضدّه القرار: متهما.
وفي الفصلين يحقق في الجرم قاضي التحقيق فعندما يكون جنحيا يحال الملف الى القاضي المقرر بالجزائي، وعندما يكون جنائيا يحال الملف الى الهيئة الاتهامية التي هي هيئة تحقيق أعلى من قاضي التحقيق وهي التي تحيل الملف بعد اصدارها القرار الاتهامي الى مجلة الجنايات.
الى أي مدى يجيز القرار الظني استخدام الفصل السابع؟
بما أننا نتحدث عن مخالفات جوهرية للقانون الدولي وعن هرطقات قانونية منذ بدء تشكيل المحكمة حتى اليوم وعن تدخلات للأمريكان وسفرائهم فإننا في الحقيقة لا نستطيع ان نتكهن بالطريقة التي ستعمل بها منظمة الأمم المتحدة من أجل استخدام الفصل السابع وإصدار فتاوى سيطالعنا بها بان كي مون من أجل تنفيذ الارادة السيئة للأمريكان، أما اذا جاءت الامور هذه فإن القرار الظني في أية محكمة حتى ولو كانت مستوفية الشروط القانونية الصحيحة... فإنه لا يتيح استخدام الفصل السابع حين يحتاج الامر الى صدور احكام نهائية وليس الى مجرد قرار ظني أو اتهامي.
أي تداعيات تنطوى على هذا القرار إذن؟
التداعيات ستكون في المرض الذي يعشّش اليوم بين اللبنانيين أي «المذهبية» ومن أدواته العناصر التي تعمل ليلا نهارا في السفارة الامريكية وفي جهات صهيونية لتطوير هذا المرض وأدواته...
ما هي السبل والآليات القانونية التي بوسع اللبنانيين استخدامها لمواجهة القرار وتداعياته؟
إذا كنا قد اتفقنا على أن القرار سياسي وصادر عن محكمة مسيسة بالكامل وبرعاية أمريكية اسرائيلية فكيف يمكننا الحديث عن سبل وآليات قانونية بوسع اللبنانيين استخدامها؟!
وكيف يكون «بوسع اللبنانيين فعل شيء طالما أن الأمر ليس بيدهم والسيادة مصادرة بالكامل بموجب قانون هذه المحكمة والقرار الدولي الذي أنشأه؟!!
إذا كان من أمر ولست أدري مدى قدرة بعض الجهات الدستورية اللبنانية عليه أعني السلطات الدستورية وهي انهاء التزامها بالمحكمة بسبب عدم شرعية الحكومة التي عقدت الاتفاق عليها مع الأمم المتحدة أعني حكومة فؤاد السنيورة التي لم تكن دستورية والتي في كل الأحوال ثبت ارتباطها بالجهات الصهيونية والامريكية.
في الحقيقة بعد تجربتي في محاكمة الرئيس صدام حسين أدركت ربما أكثر من غيري حجم الخبث والشر الذي تضمره الولايات المتحدة للأمة العربية وأدركت كم أن الأمم المتحدة وأركانها وقراراتها وآلياتها ورئاستها مصادرة بالكامل للارادة ليس الامريكية وحسب بل والصهيونية.
لذلك أرى أن هذه الجهات ستختار الظروف الاسوأ والمناخات العكرة في محاولة لتوظيف القرار في خدمة أهدافها... لذلك ليس علينا أبدا ان نتوقع خيرا من أمر مرتبط بوجه من وجوهه بالولايات المتحدة واسرائيل.
الوزير السابق عصام نعمان: المحكمة مسيّسة... والقرار الظنّي مقدمة للعدوان
تونس «الشروق»: حوار: أمين بن مسعود
اعتبر الوزير السابق والمحلل السياسي اللبناني عصام نعمان أن القرار الظني المتوقع ان يوجه الاتهام باغتيال الحريري ل«حزب الله» هو خطوة غربية وصهيونية لاظهار المقاومة بصورة التنظيم الارهابي قصد تسهيل ضربها مرجحا ان يحول هذا القرار لبنان من حال الى حال.
وقال نعمان في حديث ل«الشروق» من بيروت: ان كافة التسريبات تشير الى أن القرار الظني سيتناول «حزب الله» معتمدا على ما يسمى «أدلة ظرفية» وهي قرائن مستمدة من رسائل ومكالمات هاتفية جرى تفخيخها وزرعها من طرف الكيان الصهيوني.
وأضاف ان هذه الأدلة ليست كافية لتجريم أي مشتبه فيه، خاصة بعد ان توضح بجلاء أنها محكمة مسيسة.
وأردف أن التسريبات الديبلوماسية والسياسية والاعلامية تثبت وجود علاقة تواصل مستمرة بين رؤساء لجان التحقيق (ميليس.. بلمار..) والسفارة الامريكية ببيروت التي كانت توجه أعمالهم.
اتفاقية غير دستورية
وأشار الى أنه ازاء هذه الحقائق اتخذ «حزب الله» وقوى المعارضة اللبنانية موقفا بمقاطعة المحكمة ودعوا الحكومة الى قطع علاقاتها بها خاصة أنها محكمة جرى انشاؤها باتفاقية غير دستورية.
ورأى أن اتفاقية «23 جانفي 2007» بين رئيس الحكومة حينها فؤاد السنيورة والأمم المتحدة وقّعت دون موافقة رئيس الجمهورية وقتها (إيميل لحود) واقرار البرلمان لا سيما وانها تحتوي (أي المحكمة) على جانب مالي يلتزم لبنان بدفعه.
وأكد في ذات السياق ان المادة 52 من الدستور اللبناني تستوجب اتخاذ هذه الخطوات (أي موافقة رئيس الجمهورية والبرلمان...) لتصبغ الاجراءات بطابع «الدستورية».
وتابع أنه وفق هذا الواقع فإن المعارضة تطلب من الحكومة ممثلة في رئيسها سعد الحريري اعلان براءة «حزب الله» من دم أبيه قبل صدور القرار الظني.
تدابير سلبية
ونبه الى أن المعارضة وفي حال لم يعلن الحريري هذا الأمر فإنها تهدد باتخاذ تدابير سلبية تجاه الحكومة و«14 آذار» من بينها التوجه الى مجلس النواب لاستصدار قرار بعدم قانونية اتفاقية «23 جانفي 2007» الأمر الذي من شأنه قطع العلاقة القائمة بين لبنان والمحكمة الدولية التي ستتمثل في وقف المساهمات المالية اللبنانية للمحكمة وسحب القضاة اللبنانيين منها.
وأضاف أن من بين الخطوات سحب وزراء المعارضة من الحكومة الأمر الذي سيؤدي الى سقوطها ونقل لبنان من حال الى حال.
ونفى نعمان ان تكون تحركات المعارضة المتوقعة نقضا لما تعهدت به في البيان الوزاري الذي تأسست عليه الحكومة مشيرا الى أن تعهد المعارضة بدعم المحكمة حصل قبل ثبوت حقائق خطيرة أكدت بجلاء تسييس المحكمة وسعيها الدؤوب الى «شيطنة» المقاومة اللبنانية.
واعتبر أن الاتصالات القائمة بين سوريا والسعودية لاحتواء الوضع في البلاد تعثرت بسبب مرض العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وان جلسة مجلس الوزراء لهذا اليوم ستكون حاسمة في هذا الاتجاه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.