قبل أقل من 48 ساعة من انعقاد الجلسة العامة الانتخابية للنجم الرياضي الساحلي وفي اجتماع مشهود أعلن السيد عبد الرحمان الإمام والي سوسة عن لفتة رئاسية سامية شملت عائلة النجم الساحلي وكافة الرياضيين تتمثل في دعم رئاسي مادي من سيادته لفائدة المركب الرياضي الشبابي المندمج الذي يعدّ بحق درة فريدة من نوعها ومكسبا تاريخيا للنجم الساحلي لم يكن حتى مجرد الحلم به ممكنا قبل سنوات خلت. هذه الهدية الرئاسية تلقاها السيد عثمان جنيح رئيس النجم من والي الجهة في موكب يمكن اعتباره رسميا وعائليا في نفس الوقت ويمكن اعتبار حضور قدماء النجم محسن حباشة ورؤوف بن عمر وعبد السلام عظومة والعامري المالقي واسماعيل العيوني والحبيب عقيد هو الوجه العائلي لهذا الموكب البهيج، وما من شك في أن حضور قدماء النجم هذا الحفل قبل 24 ساعة من موعد الجلسة العامة التي ستجدد انتخاب عثمان جنيح لرئاسة الجمعية لمدة سنتين قادمتين فيه أكثر من معنى ودلالة في هذا الظرف بالذات بعد موسم شكل منعرجا في تاريخ النجم وشهد كذلك انتقادات كبيرة لبعض الاختيارات وهي انتقادات كثيرا ما كان قدماء اللاعبين مصدرا لها باعتبار «الشرعية» التي تخول لهم قول ما لا يقوله غيرهم. وأول هذه الدلالات هي أن عائلة النجم إن اختلفت أحيانا في بعض المناهج والخطوات تبقى في المواعيد الحاسمة أسرة متماسكة وهذا ليس مجرد كلام لملء الفراغ بل هو واقع تأكد على مر الايام فالسيد عثمان جنيح الذي يرأس الجمعية منذ حوالي عقد من الزمن كثيرا ما وصلته بوسائل عديدة انتقادات بل احتجاجات زملائه القدامى ممن بلّلوا قميص النجم بعرقهم سواء معه أو قبله أو بعده بسنوات ولكني أعرف جيدا أن لا أحد من هؤلاء قال يوما ان الرجل مخلص للنجم أو شكك في كفاءته ومقدرته بل ان الغالبية العظمى من المحيطين بالنجم ومن أبنائه المقربين يدركون جيدا أن عثمان جنيح هو الرجل المناسب للفترة الحالية ولقادم الايام لقيادة سفينة النجم وبالبداهة أدركت لما كان رئيس النجم يلقي كلمة الشكر والامتنان لسيادة الرئيس بعد تسلم الهدية الرئاسية من والي الجهة أن أسارير كافة المنتمين لعائلة النجم كانت تعبر عن الرضى والمساندة للرجل 24 ساعة قبل موعد الجلسة العامة. هذا الالتفاف التلقائي حول رئيس الجمعية وبالنظر الى ما تحقق وبالرجوع كذلك الى أوضاع بعض الجمعيات العريقة ومشاكل التسيير التي تعرفها يمكن اعتباره مكسبا هاما للنجم وهو مكسب قد لا يدركه بعض الاحباء لاسباب تتعلق بحسن التأطير والاعلام لا غير ولكنه أمر مؤكد والانجازات التي تحققت للنجم خير شاهد على ذلك حتى وان جانب الفريق لقبا كان في متناوله أو خيب آمال أحبائه في مباراة ما لان التقييم الموضوعي يفترض النظر الى مرحلة وقراءتها قراءة واعية وليس مجرد رد الفعل بعل لقاء أو مباراة. ** «النجم» في كل الاتجاهات ومثل هذا الاجماع المبرر حول شخص السيد عثمان جنيح يفترض النظر الى مسيرة النجم والانخراط فيها سواء تعلق الامر بالهيئة المديرة أو خلايا الاحباء ذاتهم وهذا الامر هو موضع نظر واختلاف وما قاله السيد عثمان جنيح أخيرا في اجتماعه بخلايا الاحباء يؤكد هذا فعلى من نلقي المسؤولية حاضرا ومستقبلا؟... إن الامر في اعتقادي يتعلق كما أسلفت بالتأطير ومجهود الجمعية في مجال مدّ الاحباء بالاعلام في الوقت المناسب وفي هذا الباب بالذات هناك نقص هو في حاجة أكيدة للمعالجة. فالنجم الساحلي وان كان محلي التسمية «نسبة الى جهة الساحل» هو الآن بدون مبالغة جمعية تونسية تفتح ذراعيها لبشر من جنسيات وثقافات عديدة سواء كانوا مدربين أو لاعبين وهو كذلك مؤسسة كونية أخبارها تنشر على شاشات الانترنات في مختلف الاصقاع وصفة الكونية تأتي من مشاركاتها في مختلف المنافسات سواء كان ذلك في افريقيا أو خارجها وأبناء النجم نشطوا وينشطون في بلدان أوروبية وآسيوية عديدة وحتى على المستوى الانساني فإن للنجم إسهامات في تقريب البشر بعضهم من بعض ولنتذكر مثلا أن البرازيليين خوزي كلايتون ودوس سانطوس جاءا الى تونس صدفة ولكنهما صارا تونسيي الهوى والجنسية ومهما اختلفت الآراء حول منح الجنسية للرياضيين الاجانب فإنه من المنظور الانساني مصدر ثراء ثقافي وحضاري وعنوان تحضر وتفتح على الآخر. لقد انخرط النجم الساحلي هذا الفريق الذي انطلق سنة 1925 بمبادرة من بعض الوطنيين في ربوع الساحل في مشروع انساني كوني سواء كان ذلك عن وعي ودراية أو مسايرة للواقع العالمي الجديد ولكن في المقابل لازال البعض ممن ينتمون اليه يفكرون بطريقة تقل حتى عن المحلية أحيانا وأعتقد أن هذا الامر هو مربط الفرس. ** حتى يعدّل الجميع ساعاتهم إن النجم الرياضي الساحلي برجالاته وتاريخه وحاضره وانخراطه في المنظومة الرياضية الكونية غير مضطر لتأكيد كل هذه الصفات بمجرد الانتصار على فريق هو منافسه التقليدي على الالقاب وآن الاوان لمن يرون نجاح الموسم مرتبط بالانتصار على هذا الفريق أن يعدّلوا ساعاتهم حتى وإن كان الانتصار عليه فوق الميدان وليس خارجه أمرا مطلوبا مثل الانتصار على أي فريق آخر. كما أن النجم ليس في حاجة لرد بعض الجماهير على عبارات سب وثلب فوق المدارج هي في الحقيقة الامر انحدار الى الاسفل وليس العكس بل المطلوب في مثل هذه الحالات الالتزام بمقومات التحضر التي جعلت من النجم فريقا كبيرا ومفخرة من مفاخر تونس الرياضية أضف الى هذا ان النجم ليس في حاجة الى تدخلات محمومة في الجلسة العامة هي الى التشنج أقرب أو للحديث عن جمعيات تونسية أخرى أو لكيل السهم للصحافة كما حدث في بعض الجلسات العامة لجمعيات آخرى. إن النجم الساحلي الذي اخترق المحلية ليكون بحق فريقا وطني الاهداف كوني التوجه هو في حاجة الى كثير من الرصانة والتحضر بالمفهوم الشامل وفي حاجة الى أبنائه المخلصين ليكونوا حوله ومن حقهم وهم حوله أن يختلفوا ولكن ضمن أطر وهياكل الجمعية فالنجم لكل أحبائه ولكل لاعبيه القدامى ولكل الرياضيين الصادقين في تونس وليس هذا فقط فلفريق الجوهرة أنصار وممثلون في البرازيل وكل أوروبا وفي بلدان افريقية عديدة أو لم يقل ابراهيما كوني قبل مغادرته النجم انه سيكون سفير وممثل النجم في بلده... وغدا يقولها أوستين وكانديا تراوري وغيرهما وبمثل هذا «يجنح» النجم نحو الكونية على غرار النوادي الكبيرة فالعالم اليوم قرية صغيرة وما ضر بعض أحباء النجم لو انخرطوا في مثل هذا التوجه وما هدية سيادة الرئيس لانجاز مركبهم الجديد في حقيقة الامر إلا حث على الانطلاق عاليا وبعيدا، بعيدا عن المهاترات التي لا تغني ولا تسمن.