يحرص الكثير من المواطنين ممن يشكون أمراضا مزمنة، مثل داء السكري والقلب وتصلب الشرايين وارتفاع نسبة الكولستيرول الضار في الدم على استشارة أطبائهم المعالجين حول امكانيات تعرّضهم الى خرق غير مقصود لنظام حميتهم الصحية وخاصة يوم عيد الاضحى بحكم تجمّعهم مع باقي أفراد الاسرة للاحتفال بالعيد، حيث يعجزون عن مقاومة رغباتهم في الاستمتاع بلحظات الشواء وتذوق «العصبان» والكبد والمرقاز، وهي التجمعات الخاصة جدا والتي لا تحدث الا في مثل هذه المناسبات الدينية، رغم قناعتهم بكونها قد تسيء الى حالتهم الصحية. عن الافراط في استهلاك لحم الخروف يوم العيد مظاهرها وانعكاساتها على صحة المستهلك والنصائح التي يؤكد عليها خبراء التغذية، تقول السيدة آمال الوكيل مختصة في التغذية بالمعهد الوطني للتغذية والتقنيات الغذائية بتونس: «إن الاستهلاك للحوم يوم العيد ليس ممنوعا، بل يجب فقط ان يكون معتدلا، وأن لا يغيّر التونسي من عاداته الغذائية هذا اليوم وذلك بعدم الاقتصار على أكل لحم الخروف فقط. يوم العيد يجب أن تكون الوجبة الغذائية متوازنة صحيا وذلك بتفادي تناول البيض خاصة في فطور الصباح، ومن ثم يجب تناول الكثير من الخضر الطازجة مع اللحم لتحقيق التوازن». القارص ضروري فاللّحم غني بالحديد والقوارص غنية بالفيتامين (س) لذا فإن عادة عصر القارص على اللحم قبل تناوله هي عادة محبّذة وجيّدة جدا بحيث تساعد هذه القوارص على امتصاص الحديد الموجود بصفة طبيعية في اللحم. مع عادة القارص توجد عادة نثر المعدنوس والبصل على اللحم المشوي، وهي عادة جيّد جدا لأن البصل والمعدنوس غنيان بالألياف وبالأملاح المعدنية. الاستغناء عن المشروبات الغازية من أسوإ العادات تناول اللحم المشوي مع المشروبات الغازية لذا وجب الاستغناء كليا عن هذه المشروبات يوم العيد خاصة ويمكن تعويضها بعصير الغلال دون اضافة السكر. الاكثار من الخضر لتحقيق التوازن الغذائي يوم العيد وجب مع أكل اللحم تناول الكثير من الخضر والسلطات الطازجة وكذلك كمية معتدلة من العجين سواء كان «كسكسي او مقرونة او برغل او ملثوث» وكذلك الغلال التي لا يجب الاستغناء عنها ولا الافراط فيها. فالتوازن الغذائي يساوي 100 في المائة من الطاقة وهي مقسّمة ل 55٪ طاقة من العجين (الغني بالنشويات بطيئة الامتصاص). 30٪ طاقة من الدهنيات (توفر الدهون اللازمة للجسم). 15٪ طاقة من (الزلاليات المتأتية من اللحوم). لذا فإن الاخلال بهذا التوازن يؤثر على صحة المواطن، حين يحوّل طاقة العجين الى اللحم فيحصل الخلل. اعتماد الخبز توفر اللحم والشواء لا يمنع من ضرورة أن يستهلك المواطن كمية معتدلة من الخبز المعتمد عوضا عن العجين والخضر وقطعة من الغلال. العصبان الصحي من عاداتنا الغذائية التقليدية اعداد العصبان وهو عادة جيّدة باعتبار أن «العصبان» محشو بالخضر والبصل والسبناخ ومسموح بتوفر الريّة والقلب والكبدة والكرشة، لكن دون الحاجة لاضافة «اللية» لأنها في حد ذاتها تحتوي على دهون خفية، ومن العادات السيئة التي يجب التخلي عنها عند اعداد العصبان هي التخفيض من نسبة الزيت أثناء عملية الطهي. القديد الصحّي القديد هو ايضا من العادات الجيّدة في تقاليدنا لكن يجب تمليحه جيدا والاعتماد على لحم خال من الشحوم التي يجب الاستغناء عنها حتى لا تزيد في نسبة الدهون عند الاستهلاك. ومع برودة الطقس يجب ترك القديد حتى يجفّ جيدا ومن ثم قليه على نار هادئة لمدّة قصيرة جدا، حتى يحافظ على قيمته الغذائية. لذا وجب الاعتماد على النصائح التالية يوم العيد: استعمال القارص والبصل والمعدنوس مع اللحم المشوي. الاكثار من الخضر الطازجة. اعداد وجبة تحتوي على العجين (مقرونة، كسكسي، برغل) أو خبز. الاستغناء كليا عن المشروبات الغازية. وهكذا يمكن للمواطن قضاء يوم العيد محتفلا بأجواء دون الحاجة لتغيير عاداته الغذائية أو الاضرار بصحّته.