الوضع الصعب الذي يعيشه حاليا الترجي الجرجيسي ليس بالغريب عليه، بل سبق له أن تردّى في وضعيات أسوأ في مثل هذه المرحلة من البطولة، لكنه انتفض على أغلبها خلال مراحل الاياب وتخلص منها. فهل ينجح وتشفع له خبرته في معالجة النزول مجددا هذا الموسم؟ ثم هل أن تحسن أجواء الجمعية، وآداء الفريق الذي لا يعكس الواقع ستساعده على ضمان البقاء؟ أم أن «الجرّة لا تسلم في كل مرة». هذه الأسئلة وغيرها طرحتها «الشروق» على رئيس الجمعية ومدرب الفريق وقائده، والبعض من الأحباء وهذا ملخص لردودهم: الدكتور علي الوريمي (رئيس الجمعية) .. عن أي أزمة تتحدثون؟ مازلنا في الجولة الثامنة ذهابا ونتحدث عن أزمة! عن أية أزمة تتحدثون؟.. صحيح النتائج لم تتبع حجم اللعب والآداء الممتاز الذي قدمه فريقنا في كل مقابلة لأسباب خارجة عن نطاقنا في أغلبها ومتعلقة خاصة بضعف التحكيم وبدرجة أقل تنكر الحظ، وغياب النجاعة الهجومية.. وباعتبار ما ذكرت أعتقد أن التقييم الحقيقي يقتضي اضافة ست نقاط الى رصيدنا من النقاط حرمنا منها ظلما الحكمان وسيم بن صالح ونبيل عقير ومساعداهما. وأقصد بذلك أن فريقنا إذا تمتع بتحكيم عادل لن يتردى في المرتبة الأخيرة، ومع ذلك لا أعتقد أننا في أزمة. لأن الترجي الجرجيسي يستجيب لشروط الانقاذ المبكر بفضل وعي والتفاف وتفهم أحبائه وقدرة اطاره الفني ونوعية وانضباط لاعبيه. وانسجام وحزم إدارته ودعم المسؤولين. ثم هل تعلمون أن ترتيبنا الثالث في الدفاع يأتي قبل النادي الصفاقسي والنادي الافريقي مثلنا؟ شهاب الليلي (مدرب الفريق): مطالبون بجمع 15 نقطة في الذهاب أزمة النتائج سببها بسيط وهو راجع الى عدم تسجيل الأهداف، حيث يقتضي الفوز في المباريات التوفيق بين النجاعة الهجومية والحصانة الدفاعية. الترجي الجرجيسي يصنع اللعب ويخلق الفرص لكن يفشل في التجسيم. وهذا ناتج عن عقلية اللاعب التونسي العاجز عن المحافظة على انتظام مردوده. فتجده يبرز ويسجل في مباراة ثم يفاجئك في مبار اة أخرى بمردود ضعيف مثلا ضد نادي حمام الأنف في اطار الكأس نجحنا بنسبة كبيرة في التجسيم. لكن ضد نفس المنافس فشلنا في ذلك بالرغم من أن أحد اللاعبين قال لي: سجلنا في المباراة الثانية لكن الحكم رفضه. ومع ذلك أرى أن عدم انتظام نسبة النجاح هو راجع بصفة عامة للقيمة الفنية للاعب المبنية على المهارة والتركيز واكتساب الثقة.. الأزمة إذا هي أزمة نتائج لأننا على مستوى حجم اللعب كنا أحسن من بعض المنافسين الذين انتصروا علينا، حيث أننا قدمنا مباراة ممتازة في بنزرت وسيطرنا ثم ضد نادي حمام الأنف الأخيرة لعبنا أحسن مباراة بالرغم من النقص العددي لكننا في الأخير انهزمنا في المقابلتين ومع ذلك أنا متفائل بمستقبل الفريق الذي اكتسب «قوة المجموعة»، وباعتبار أن البطولة لن تتوقف أكثر من أسبوع سنسعى لانتداب من يمتاز بسرعة التأقلم وبقوة الشخصية وبالقيمة الذهنية والمعنوية والفنية. نحن مطالبون بجمع 9 نقاط اضافية خلال مرحلة الذهاب وثقتي كبيرة في المجموعة التي هي في أشد الحاجة الى دعم وثقة جمهورنا لأننا نعتمد عليه للخروج من أزمة النتائج والثقة. رضوان بن حمزة تاجر (محب) أطالب الهيئة المديرة بالدفاع أكثر على الجمعية والمطالبة بحقوقنا جراء المظالم التحكيمية لأن الصبر على ذلك أصبح ذلّا لا يطاق والجامعة يجب عليها انصفانا بتمكين الفريق من حقه وتطهير قطاع التحكيم من مثل الحكم عقير خاصة أن رئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم كان شاهدا خلال الموسم الماضي على مظالم نفس هذا الحكم ضدنا مع النادي الافريقي وأقر بذلك عند تحليله لأداء هذا الحكم في أحد البرامج التلفزية. وضعنا في الترتيب صعب وللخروج من الأزمة يجب تحقيق الفوز في المباراتين القادمتين ضد كل من الأولمبي الباجي ومستقبل قابس بجرجيس. وبالنسبة للانضباط فإنه مثل النقطة المضيئة من خلال معاقبة سلامة بصرامة بعد العفو عنه في السابق. فيصل عمارة (مدير عام مؤسسة خاصة لاعب سابق ومحب حالي): لا أعتقد أن فريقنا يمر بأزمة! إذا انتصرنا على نادي حمام الأنف مثلا كنا نترك 4 فرق خلفنا في الترتيب وأقصد بذلك أن فارق النقاط بين الجمعيات لا يتعدى (6) ستة نقاط بين صاحب المركز الثالث والمركز الأخير وبالتالي فإن المستويات متقاربة جدا، وهو ما يتطلب من عدم التفريط في نشاط المباريات خاصة ضد كل من مستقبل قابس ثم الأولمبي الباجي. عمر بالغول، وكيل مطعم سياحي (محب) من أهم أسبابها تلاعب حكمين (الى حدّ الجولة الثامنة) بنتائج مقابلتيه ضد أمل حمام سوسة ونادي حمام الأنف. لكن لا تقف الأسباب عند هذا الحد حيث أن التفريط في ركائز فريق الموسم الماضي، مروان بالغول وحمزة جبنون وغيرهما، وعدم وجود مهاجم هداف والانتداب (الفاشل) لياكو باديارا. كل هذه العوامل أثرت في الفريق ولها دورها كذلك في تواضع النتائج. محرز الكنيس متقاعد (محب) سياسة الهيئة المديرة وبرنامج عملها لاحظنا أنهما يرتكزان على تكوين الشباب والتعويل (بصفة تدريجية) على أبناء الجمعية وهو ما يتطلب الصبر من طرفنا على تواضع النتائج الحالية بالرغم من أن حجم اللعب الذي قدمه فريقنا في المقابلات الأخيرة يبشر بالخير ونحن على يقين من أن النتائج ستتحسن شرط ضمان نزاهة التحكيم. رضا خذير تاجر (محب): فريقنا تحسن بدرجة كبيرة ويرجع الفضل في ذلك الى قيمة العمل الذي يقوم به الاطار الفني المتكون من شهاب الليلي ومساعديه فيصل العريض ومحرز بن يفلح ومحمد بن شويخة، فكان آداء الفريق في تحسن ملحوظ حيث أن الدفاع لم يقبل أكثر من هدف في كل المقابلات منذ بداية الموسم وبالنسبة للهجوم فإن المجموعة الحالية تفتقد لهداف ماهر، لكن الاطار الفني لم يجد الوقت الكافي للبحث عن هذا الصنف النادر من اللاعبين ومهما كان اسم المدرب الذي كان يمكن أن يكون موجودا على رأس الادارة الفنية فإني أراهن على عدم قدرته على تقديم نفس العمل الكبير الذي قام به الليلي والطاقم الفني والفريق يقومان بواجباتهما على الوجه الأكمل، وتأكد ذلك من خلال اللعب الذي ما فتئ يقدمه الترجي الجرجيسي والتحسن وتحسن آداء الفريق. فالمطلوب منا إذا الالتفاف أكثر حول الفريق ومن إدارته الحزم من أجل فرض الانضباط، كما نلتمس من الجامعة واللجنة الفدرالية للتحكيم انصاف فريقنا في بقية سباق البطولة. أيمن بن أيوب (قائد فريق الترجي الجرجيسي) أعتقد أن أسباب أزمة النتائج يتحملها الجميع وللخروج منها يجب مراجعة النفس انطلاقا من الوقوف على الأخطاء قصد معالجتها والعمل بجد وبتفان. مشكلتنا تنحصر في تجسيم الفرص السانحة للتهديف وذلك يتطلب التركيز في التمارين على الهجوم وهو ما يقوم به الاطار الفني، لكن لا يمكن أن ننجح في تنشيط الهجوم في غياب المختصين من اللاعبين.
