لا تزال قضية محاولة قتل الرجل المسن وحرق زوجته المسنة تلقي بظلالها الحزينة في مدينة أوتيك وحديث الكبير والصغير والكل في حالة هلع وعدم تصديق لما حصل خاصة بعد التطورات الأخيرة وأهمها تسليم المشبوه فيه نفسه للسلطات الأمنية في حدود الساعة الثانية بعد الزوال. حسب المعلومات التي تحصلت عليها الشروق فان الجاني اقتحم فجر يوم الاثنين محل اقامة مسنين قاطنين لوحدهما بمنزلهما ، معروفان بأخلاقهما الرفيعة بين الجيران وأهالي أوتيك كيف لا والرجل المسن موظف متقاعد باحدى وزارات السيادة وكلف خلال السنين الأخيرة بامامة جامع أوتيك المدينة وزوجته لا تغادر المنزل إلا للضرورة وهما والدان لابنتين متزوجتين وقد عمد الجاني الى ذبح الزوج وطعنه في العديد من الأماكن بجسده ثم قتل المرأة العجوز ولفها داخل غطاء صوفي ثم أضرم فيها النار بعد أن تأكد من وفاتها. وبعد أن استولى على قطع من الذهب وبعض الأثاث الذي خف حمله غادر المكان الى مدينة رأس الجبل حيث فوت في الذهب بالبيع وقد بقي الضحيتان داخل منزلهما الى حدود الساعة العاشرة والربع صباحا عندما سمع أحد الجيران أنين جاره فصعد فوق سطح منزله وشاهد جاره «الإمام» يتخبط في دمائه فاستعار سلما من أحد الجيران ونط داخل المنزل حيث وجد الضحية الذي ذكر له اسم المتسبب في ذلك وهو شاب تجاوز العقد الثالث من العمر ومتزوج وله ولد (6سنوات) وبنت(4 سنوات)ويشتغل حارسا بمدرسة ابتدائية في أوتيك المدينة وذلك حسب المعلومات التي أفادنا بها بعض شهود العيان. وقد طلب الشيخ من جاره أن يسرع بانقاذ زوجته داخل المنزل الذي أقفله الجاني بعد القيام بفعلته فاقتحم المنزل هو وأعوان الأمن وبعض الجيران فوجدوها جثة هامدة ومحروقة يصعب التعرف عليها أما«الإمام» فهو الى الآن تحت العناية المركّزة باحد مستشفيات العاصمة. أما المتهم فقد عاد الى مدينة أوتيك وما ان رآه الأهالي ولاموه على صنيعه حتى أنكر في البداية كل ما نسب اليه وقال لهم سأذهب الى أعوان الأمن وأخبرهم ببراءتي من التهمة المنسوبة اليّ. وبعد قد تم استنطاقه ومحاصرته بالأسئلة وأخبره الأعوان بأن الرجل المسن لم يمت وهو الذي نطق اسمه فانهار واعترف بالجريمة وذكر أنه قد سلم نفسه للسلطات الأمنية لأنه كان متأكدا من وفاة الزوجين معا. وأثناء التحقيق معه اعترف بقيامه بعمليات سرقة أخرى في أوتيك وفي المدن المجاورة أما عن الضحية وحسبما استقيناه من بعض مواطني أوتيك الذين يعرفون المتهم فقد اخبرونا بأنه شاب هادئ خلال السنين الأخيرة وقد كان منضبطا في عمله داخل المؤسسة التربوية التي يعمل بها لكن ومع افتتاح السنة الدراسية الحالية تغير سلوكه مع الأولياء والتلاميذ وقد عمد خلال الأسابيع الأخيرة الى القيام بتجاوزات داخل المؤسسة حاولت عائلته التصدى له ومنعه من تلك التصرفات إلا أنه تعنت وواصل تجاوزاته وأصبح يقترض المال بكثرة وفتح محلا لبيع الوجبات الغذائية والسجائر داخل المدرسة وكان يعتدي على الأولياء بكلام مشين كما كان كثير الغياب عن المدرسة وقد أخبرنا أحد أقاربه أنه ليس في كامل مداركه العقلية وأنه يرجح أن يكون مريضا نفسانيا لأن تصرفاته تدل على ذلك فهو غير شاعر بما يقوم به وكان دائم الهروب من المنزل ويقضي الليل داخل مطعم بالمدرسة ولا يريد أن يتحدث اليه أي كان عن التجاوزات التي يقوم بها همه الوحيد جمع المال ثم اتلافه في أشياء لا معنى لها مما ولد حيرة لدى أولياء التلاميذ الذين تحدثنا معهم وأجمعوا على أنهم لاحظوا التغيير المفاجئ في سلوك حارس المدرسة وكانوا متأكدين من أنه قادر على فعل أي شيء خطر كما أكد البعض أن كل صغار أوتيك الذين يدرسون بالمدرسة قد صدموا لما علموا بالخبر وبما اقترفه العامل الذي كان يقدم لهم اللمجة ويشاهدونه يوميا داخل المدرسة وأغلبهم لا يزال تحت تأثير الصدمة وهو الذي كان بالأمس ينظف لهم قاعات الدرس ويحمي مدرستهم. وحسب آخر المعلومات فإن القاتل استدرج الضحية (الإمام) الى مكتبته الواقعة داخل المنزل طالبا منه تمكينه من المال وذلك بعد أن قتل الزوجة وكان في كل مرة يسدد له الطعنات آمرا اياه باعطائه الأموال ولا يزال التحقيق متواصلا خاصة وأن الشكوك تحوم حول وجود عناصر أخرى مشاركة في العملية.