ذكر مصدر مأذون بوزارة الداخلية والتنمية المحلية أن أحداث عنف وشغب جرت يوم السبت بمدينة القصرين تعرضت خلالها العديد من المقرات الإدارية من قبل مجموعات من الأفراد إلى أعمال حرق ونهب وتخريب منها الإدارة الجهوية للتكوين وإدارة تابعة للمندوبية الجهوية للفلاحة ومستودع الحجز البلدي والإدارة الجهوية للتجارة ومركز حوادث المرور إضافة إلى ثلاثة فروع مؤسسات بنكية ومحطة وقود وممتلكات مواطنين. كما تعرض مركز الشرطة بحي النور إلى مداهمة من قبل هذه المجموعات التي قامت في مرحلة أولى بإحراق سيارة أمنية كانت راسية أمام المركز قبل أن تتولى مهاجمة الأعوان باستعمال الزجاجات الحارقة والحجارة. ويفيد نفس المصدر أنه تم تحذير المجموعات المذكورة من مغبة اقتحام المركز بإطلاق النار في الهواء لكنها واصلت هجومها مما اضطر أعوان الأمن إلى استعمال السلاح لصدهم والدفاع عن أنفسهم مما أدى إلى مقتل ثلاثة أفراد من المجموعة المهاجمة وجرح ستة منها وإصابة عدد من الأعوان بجروح وحروق منهم اثنان في حالة حرجة. هذا وأفاد المصدر من جهة أخرى أنه تبعا لما تم ذكره في بيان سابق بخصوص مهاجمة مقر معتمدية تالة من ولاية القصرين فإن ثلاثة أفراد آخرين توفوا متأثرين بجراحهم بما جعل عدد القتلى في تالة يبلغ خمسة أفراد من المجموعات المهاجمة وثلاثة جرحى. لنكسر دائرة الشغب والعنف! عاشت عدة مدن تونسية على وقع أحداث شغب ومواجهات بين متظاهرين وأعوان الأمن وقد أسفرت هذه المواجهات على قتلى وجرحى في جهات متفرقة وقادت إلى اعتداءات متكررة على منشآت عمومية وأملاك خاصة. ففي ولاية القصرين حيث بلغت المواجهات ذروتها خاصة في معتمدية تالة وحي الزهور توفي بعض المواطنين ممن واجهوا قوات الأمن، وأضرموا النار عمدا، وهدّدوا باقتحام مراكز الأمن رغم تحذيرهم من خطورة ما أقدموا عليه لكن إصرارهم دفع برجال الأمن، الى استعمال الرصاص الحي دفاعا عن النفس. وقد تكرّر نفس السيناريو في معتمدية الرقاب من ولاية سيدي بوزيد وأدى ذلك الى سقوط قتلى وجرحى. علما أن مناطق مختلفة من البلاد شهدت عدّة أحداث شبيهة لكنها أقل خطورة، حيث لم تسجل حالات وفاة في صفوف المواطنين أو رجال الأمن. وكان منطلقها أنباء حول محاولات انتحار ليست متأكدة بالضرورة. ولا شك أن هذه الأحداث المؤسفة والأليمة، اتخذت منعرجا غير منتظر وتطورت مع مرور الأيام تاركة خلفها من الخسائر البشرية والمادية ما يدعو الى معالجة الوضع بالطريقة التي يفضلها التونسيون والتي تعتمد الهدوء والرصانة والتعامل العقلاني مع الأحداث. وبقدر ما يتأسف الواحد منا لسقوط أرواح في هذه المواجهات، فإن تكرار الدعوة الى التهدئة، واعتماد أساليب الحوار والرهان على نضج التونسيين، تبقى هي المخرج الوحيد من هذه المحنة. سمير العبيدي ل«الجزيرة»: الرسالة وصلت ومتألم لسقوط ضحايا أكّد أمس السيد سمير العبيدي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة في حديث خاطف ل«الجزيرة» على أن الرسالة وصلت وأن الحكومة جادة في العمل للاستجابة لطلبات المواطنين وخاصة الشباب. وأضاف أن قادم الأيام سيأتي بالجديد لفائدة مختلف شرائح الشعب التونسي وأشار إلى أن أركان الحوار ستتدعم مستقبلا. وختم قوله بالتعبير عن تألمه لسقوط ضحايا من المواطنين. بعد أحداث القصرين الساخنة: المركزية النقابية تجتمع بصفة عاجلة وتدعو المكتب التنفيذي الموسع إلى الاجتماع اليوم.. تونس «الشروق»: اجتمع ظهر أمس المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل بصفة عاجلة وطارئة. وقالت مصادر نقابية مسؤولة ل«الشروق» ان الاجتماع العاجل للمركزية النقابية حتمته الظروف والنسق المتصاعد للأحداث. ولم يصدر أي بيان عن الاجتماع الذي دام أكثر من ساعتين، لكن تقرر خلاله دعوة المكتب التنفيذي الموسع الى الاجتماع مساء اليوم بصفة عاجلة وهو المكتب الذي يتكون من أعضاء المركزية النقابية والكتاب العامين للاتحادات الجهوية للشغل. وأضافت المصادر أن اجتماع المكتب التنفيذي الوطني تمّ خلاله تبادل الآراء والمواقف والمقترحات بخصوص الأحداث التي عرفتها بعض الجهات. وأكدت المصادر أن اجتماع المكتب التنفيذي الموسع الذي سينعقد مساء اليوم ستتمخض عنه اقتراحات وتصورات خاصة بشأن التشغيل والحوار الاجتماعي. وتتوقع المصادر أن يتواصل اجتماع المكتب التنفيذي الموسع للاتحاد العام التونسي للشغل الى ساعة متأخرة من المساء وسيتم الاستماع خاصة الى تدخلات الكتاب العامين للجهات التي عرفت مؤخرا أحداثا وتحركات وهذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل أمس الأحد بشكل عاجل وطارئ للنظر في تطورات الأحداث. سفيان الأسود بقرار من القيادة النقابية: «العباسي» و«الجندوبي» يتحولان الى القصرينوتالة تونس «الشروق»: بقرار من قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل تحول كل من المولدي الجندوبي وحسين العباسي أعضاء المركزية النقابية يوم أمس الى ولاية القصرين. وقالت المصادر إن تحول أعضاء من المركزية النقابية الى جهة القصرين يأتي بغاية معرفة حقيقة الأوضاع هناك واستجلاء الأمور. وعلمت «الشروق» أن المولدي الجندوبي عضو المركزية النقابية قد تحول يوم أمس مباشرة وحال دخوله تراب ولاية القصرين الى مدينة تالة في حين تواجد حسين العباسي طيلة اليوم بمدينة القصرين. ويذكر أن حسين العباسي كان قد تحوّل في بداية الأسبوع الماضي رفقة عضو المركزية النقابية رضا بوزريبة الى جهة القصرين في حين تحول كل من عبيد البريكي ومنصف اليعقوبي أعضاء المكتب التنفيذي الوطني الى ولاية سليانة كما تحول العضو محمد سعد الى ولاية سيدي بوزيد حيث أشرف على اجتماع الهيئة الادارية الجهوية للشغل. سليانة: خفايا لقاء النقابيين بالوالي تونس «الشروق»: عقد كل من عبيد البريكي ومنصف اليعقوبي أعضاء المركزية النقابية لقاء مع والي سليانة بحضور أعضاء من مكتب الاتحاد الجهوي للشغل بالجهة. ويأتي هذا اللقاء بعد التحركات والأحداث التي عرفتها جهة سليانة مؤخرا وخاصة مدينة مكثر. وقال عبيد البريكي عضو المركزية النقابية في تصريح ل«الشروق» إنه لا بد من تشخيص جريء للمسائل والتركيز على ملف التشغيل واقرار حلول آنية وقد تحول وفد المركزية النقابية بعدها الى مدينة مكثر حيث تم عقد اجتماع ضمّ النقابيين بالجهة وحضره عدد كبير من المواطنين والأهالي ومتساكنو مدينة مكثر. وقال «البريكي» إنه تم الاستماع الى الأهالي والنقابيين وإلى مقترحاتهم وتشخيص حقيقة الوضع في الجهة. ويذكر أن الهياكل النقابية في جهات القصرينوسيدي بوزيدوسليانة ظلت طيلة هذه المدة تتابع عن كثب الأوضاع في الجهات المعنية. سفيان الأسود أحداث عنف بكل من الرقاب والقصرين تونس (وات): تبعا لأحداث العنف والشغب التي جدت يوم أمس بمعتمدية الرقاب من ولاية سيدي بوزيد وكذلك بمعتمدية القصرين وما تخللها من اعتداءات وتخريب للعديد من الممتلكات العمومية والخاصة من قبل مجموعات من الأفراد استعملت الزجاجات الحارقة والحجارة والعصي أفاد مصدر مأذون أن هذه الأحداث أسفرت بالنسبة إلى معتمدية الرقاب عن مقتل أربعة (4) من المهاجمين وإصابة اثنين (2) منهم بجروح خطيرة إلى جانب تعرض عدد من أعوان الأمن إلى إصابات من جروح وحروق اثنان منهم في حالة حرجة كما أسفرت الأحداث التي جدّت أمس بالقصرين عن قتيلين اثنين من بين المهاجمين وثلاثة (3) جرحى في حالة متفاوتة الخطورة وإصابة عدد من الأعوان بجروح وحروق أحدهم في حالة خطيرة.