عاشت تونس خلال شهر ديسمبر حدثا فنيا فريدا من نوعه على المستوى المغاربي والعربي، ونقصد أيام قرطاج الموسيقية. هذه التظاهرة أثارت ضجة كبيرة قبل انطلاقاتها وذلك على إثر اعلان قائمة المشاركين في مختلف مسابقاتها وفقراتها.. الغاضبون نعتوها بعديمة الجدوى، واعتبروا ان لاشيء تغيّر ولا فرق بين أيام قرطاج الموسيقية وبين مهرجان الأغنية.. أما بعد إعلان جوائز المسابقات عبّر البعض عن استيائهم من النتائج وكالعادة وبذات العقلية صوبوا سهام نقدهم الى أعضاء لجنة التحكيم.. فهل أيام قرطاج الموسيقية جوائز فقط أم لها أدوار أخرى لعبتها ويمكن ان تلعبها في قادم الدورات؟ ماذا بقي وماذا تحقق من خلال هذه الدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية على المستوى الاعلامي والفني؟ حاولنا الاجابة عن هذه التساؤلات من خلال رصد بعض المشاركين وغير المشاركين في هذه الدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية فكانت هذه الحصيلة التي تضمنت إجماعا حول أهمية دور هذه التظاهرة في تنمية الأغنية التونسية والنهوض بها. ٭ إعداد: المنصف بن عمر صوفية صادق (مطربة): حصيلة ايجابية جدا أيام قرطاج الموسيقية بادرة ممتازة ومكسب للساحة الفنية التونسية والمغاربية وحتى العربية. وأعتقد ان المكاسب كثيرة على المستوى الإعلامي والفني وذلك من خلال حضور العديد من وسائل الاعلام المغاربية والعربية وهذا ما من شأنه أن يساهم في التعريف بأغنيتنا وبمطربينا في مختلف الأقطار المغاربية وحتى العربية. أما فنيا فان اللقاءات التي تمت بين المبدعين التونسيين والأشقاء من المغرب العربي ومن دول عربية أخرى مثل مصر ولبنان من شأنها أن تثمر أعمالا مشتركة. اذن الحصيلة كانت جيدة والجوائز برأيي ليست أهم مما ستنجزه أيام قرطاج الموسيقية في قادم الدورات. منيرة حمدي (مطربة): المهرجان فتح آفاقا جديدة على رغم من أنني لم أشارك في هذه الدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية إلا أنني أعتبرها تظاهرة فنية مهمة جدا وسيكون لها دور كبير في النهوض بأغنيتنا. فبعدها المغاربي الذي ارجو ان يتحول الى عربي، من شأنه ان يفتح أفاقا جديدة أمام الفنانين التونسيين من شعراء وملحنين ومطربين. فهذه اللقاءات التي تتم في كواليس المهرجان بين الفنانين التونسيين والفنانين المغاربة أفرزت أعمالا مشتركة حسب ما بلغني وأكيد ان هذا التعاون سيتدعم في الدورات المقبلة كما يبقى لابد من دعم مجهودات واضافات هذه التظاهرة على مستوى الانتاج المشترك والتوزيع على الصعيد المغاربي. أسامة فرحات (ملحن ورئيس نقابة الموسيقيين التونسيين): ربط الصلة مع مهرجانات أخرى مثل هذه التظاهرات من شأنها ان تنمي التعاون بين المشاركين فيها، وأيام قرطاج الموسيقية باعتبارها تظاهرة مغاربية حاليا، فهي قادرة على تنمية التعاون بين الفنانين المغاربة. ولكن هذا الهدف لا يمكن ان يتحقق الا من خلال التفكير في ربط الصلة والتعاون مع مهرجانات موسيقية وغنائية مغاربية أخرى قصد التبادل الفني للتعريف بأصواتنا الغنائية ومبدعينا في هذا المجال. وشخصيا أعتقد انه لا يجب ان نقتصر على هذا البعد المغاربي فلابد من فتح المجال امام المشاركات الأوروبية حتى يتمكنوا من التعريف واكتشاف موسيقانا وهذا مهم بالنسبة الى المبدعين التونسيين. شخصيا كإفراز لتظاهرة أيام قرطاج الموسيقية كانت لي اتصالات مع هياكل فنية مغاربية وثمة مشاريع تعاون في الأفق. محمد الجبالي(مطرب): المكاسب كثيرة أعتقد ان أيام قرطاج الموسيقية بادرة ممتازة ومكسب فني لتونس وللمبدعين التونسيين. لقد كانت فرصة لتنمية التعاون بين الموسيقيين المغاربة وفتحت بابا جديدا أمام المبدعين للتعريف باعمالهم وأيضا لابرام اتفاقات تعاون وتعامل مع الأشقاء من الدول المغاربية. برأيي ليست الجوائز هي المهمة بل ما يحصل من نتائج عملية والمكاسب التي ستحقق للفنانين من خلال هذه التظاهرة الفنية الفريدة من نوعها إعلاميا ومهنيا لابد من دعم هذه التظاهرة حتى تكبر وتنضج ويتسع اشعاعها. حاتم القيزاني(شاعر غنائي): ترسيخ التعاون من خلال بعدها المغاربي أتاحت لنا تظاهرة أيام قرطاج الموسيقية فرصة اللقاء مع الأشقاء المغاربة وأيضا بقية العرب من الضيوف. وبرأيي هذه التظاهرة بدأت ترسخ لتقليد جديد وهو التعاون المشترك بين مبدعي الأقطار المغاربية وقد برزت خطواته الأولى في هذه الدورة من أيام قرطاج الموسيقية وأكيد ان الدورات المقبلة ستدعم هذا التوجه. لكن لابد من مبادرات أخرى تساهم في بعث سوق للأغنية المغاربية وهذا الدور لا يمكن أن تلعبه أيام قرطاج الموسيقية لوحدها، فلا بد من التفكير في بعث قناة تلفزية غنائية موسيقية مغاربية برأس مال مغاربي أيضا لابد من التفكير في بعث شركة انتاج غنائي مغاربية.