قفز 4 لصوص من قطار وهو يسير فلقي أحدهم حتفه وأصيب اثنان آخران فيما خرج رابعهم سالما بعد سلبهم لمسافرة حامل. حادثة جدّت قبل أشهر في منوبة وقد نظرت فيها أول أمس الدائرة الجنائية بابتدائية تونس التي قضت بسجن كل واحد من المتهمين الثلاثة لمدة 8 سنوات. ويستفاد من أوراق القضية التي تعود أطوارها الى يوم 28 مارس 2010 أن 3 شبان تتراوح أعمارهم بين 24 و27 سنة اتجهوا يوم الواقعة الى محطة الأرتال بجهة منوبة وركبوا القطار المتجه نحو ولاية باجة أين وجدوا باحدى العربات صديقهم الرابع فتحول جميعهم الى العربة الأولى وفي الأثناء اقترح عليهم أحدهم سرقة امرأة حامل كانت جالسة بكرسي قريب للباب وبيدها فردة من معدن الذهب الأصفر ففتح الباب الأيسر للقطار حسب اتجاه باجة فيما تولّى الثاني رش المكان بعلبة غاز مشل للحركة كانت بحوزته بعد أن رشها في وجه المرأة المتضرّرة وهو ما أدى الى إثارة فوضى بين الركاب ومن بينهم تلك المرأة التي أغمي عليها وهو ما سهّل لهم اختطاف تلك «الفردة» من معصمها اضافة الى نشل قلادة ذهبية من رقبتها وحقيبة يدوية احتوت على وثائقها الرسمية ومبلغ مالي. وخوفا من العاقبة ومن ردّ فعل الركاب الذين حاولوا المسك بهم قفز المتهم الأول الى خارج القطار الذي كان بحالة سير ولحق به بقية المتهمين فسقط أحدهم تحت عجلات القطار ليلقى حتفه على عين المكان متأثرا باصابات بليغة فيما تحصّن الثاني بالفرار. أما المتهمان الرئيسيان فقد تم إلقاء القبض عليهما بعد أن أصيبا بجروح خطيرة استدعت نقلهما في الحال الى المستشفى وبالتحرّي معها من قبل باحث البداية اعترفا بما نسب إليهما وصرحا بكامل تفاصيل الواقعة وبعد استيفاء الأبحاث وجّهت لهما دائرة الاتهام تهمة التكوين والانخراط في عصابة لسلب الأشخاص والاستحواذ على أملاك الغير وقد مثلا أمس أمام الدائرة الجنائية الثالثة للمحكمة الابتدائية بالعاصمة حيث أجاب المتهم الأول بانكار جميع التهم المنسوبة إليه متراجعا في تصريحاته المسجلة عليه لدى باحث البداية مدّعيا أنها انتزعت منه انتزاعا تحت تأثير العنف والاكراه ذاكرا بأنه يعرف مرافقه معرفة سطحية في حين يعرف بقية المتهمين معرفة جيدة بحكم الصداقة والسكن بنفس الحي غير أنه لم يتفق معهم على تكوين عصابة تستهدف الأشخاص وإنّما تحول صحبة صديقه المتوفى ليتولى هذا الأخير زيارة أحد معارفه في باجة مؤكدا أنّ لا علاقة له بما حصل للمتضرّرة طالبا الحكم بعدم سماع الدعوى. أما المتهم الثاني فقد لاحظ أنه يوم الواقعة وعند امتطائهم القطار لم يكن جميعهم متفقين على ارتكاب أية عملية سرقة وإنّما جاء قرارهم صدفة عندما شاهدوا المتضرّرة جالسة وبيدها تلك «الفردة» التي تولى سرقتها منها مضيفا أنه لم يعمد الى سرقة أي شيء آخر من المتضرّرة في قضية الحال ولا علم له بكيفية فقدانها لمبلغ مالي من حقيبتها وما تحتويه كما أكد عدم استعماله لعلبة غاز في وجه المتضرّرة وزوجها وإنما كانت لدى أحد مرافقيه الذي لم يشاهده وهو يرشها وزوجها بها وإنّما استعملها وسط العربة بين الركاب قصد شلّ حركتهم وبالأساس حركة المتضرّرة المستهدفة للسرقة كما نفى أن يكون مرافقه المتوفى قد شاركهم في فعلتهم. وقد رافع الدفاع وطالب بالتخفيف في العقاب مراعاة لنقاوة السوابق العدلية للمتهمين ولحالة الندم التي يعيشانها مشيرا الى أن القضاء والقدر جعل كافة الأصدقاء يكونون في نفس القطار ذاك اليوم وطلب من المحكمة النزول بالعقاب الى أدناه. وبعد المفاوضة أصدرت المحكمة حكمها بسجن كل المتهمين لمدة 8 سنوات.