أعلنت الفصائل والقوى الوطنية في قطاع غزة التوصل إلى اتفاق مشترك للتهدئة والالتزام بعدم إطلاق الصواريخ على إسرائيل، إذا أوقف العدو عدوانه على القطاع. وجاء اتفاق الفصائل على التهدئة بعدما كشفت مصادر أول أمس أن مصر أبلغت «حماس» إن إسرائيل قد تشن حربا على غزة، وأنها أخبرتها بأن الوضع في القطاع يشبه الحالة التي سادت قبل ديسمبر 2008، في إشارة إلى بداية العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال أيمن طه القيادي في حركة «حماس»، في كلمة ألقاها بالنيابة عن القوى والفصائل التي حضرت الاجتماع الموسع : إن «الفصائل تؤكد على أن شعبنا ضحية للاحتلال على مدار أكثر من قرن، ومن حقه مقاومة العدو الصهيوني في إطار التوافق الوطني...». وأضاف : أن «الفصائل جددت حرصها على سلامة شعبها وحمايته من أي عدوان، وطالبت المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والدولية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية إلى تحمل مسؤوليتها بالضغط على الاحتلال ومنعه من ارتكاب مجازر بحق الشعب الفلسطيني». وتابع : «كما أكدت على ضرورة تحقيق وتعزيز العلاقات المتبادلة بين الفصائل، وشددت على ضرورة تظافر الجهود لتعزيز الوحدة وتوفير مقومات صمود شعبنا». واختتم بالقول : إن «الفصائل دعت أيضا حركتي حماس وفتح إلى أخذ المخاطر التي تحيط بالشعب الفلسطيني وتدعوها لعقد جلسة حوار لإنهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة». يذكر أن جميع الفصائل الوطنية والإسلامية في قطاع غزة شاركت في الاجتماع، بما في ذلك ممثلا عن كتائب شهداء الأقصى الذراع المسلح لحركة فتح التي لم يشارك أي من قادتها السياسيين. وفي هذا السياق، قال خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحماس، إن حركته ملتزمة بتجنيب الشعب الفلسطيني أي مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا أن كل الفصائل جددت خلال اجتماع لها التأكيد على هذا الهدف. واتفقت الفصائل على وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل إذا التزمت الأخيرة بوقف هجماتها وعدوانها على القطاع المحاصر، مؤكدة حرصها على سحب الذرائع من الاحتلال الذي يهدد منذ مدة بشن عدوان جديد بحجة الحد من الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية من القطاع. من جهتها، أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية دعمها لتثبيت التهدئة بين الفصائل وإسرائيل بالقطاع وقال أمين سر اللجنة ياسر عبد ربه، إنه يجب عدم إعطاء إسرائيل «الذرائع لتوسيع عدوانها» على قطاع غزة، متهما تل أبيب ب«التهرب من مأزقها السياسي والداخلي» من خلال التهديد بشن حرب جديدة على القطاع. ويشهد قطاع غزة منذ مدة توترا أمنيا على خلفية تزايد الهجمات والتهديدات الإسرائيلية ردا على إطلاق قذائف صاروخية من داخل القطاع على جنوب إسرائيل. وتعترف إسرائيل بأن حركة حماس أوقفت إطلاق الصواريخ خلال العامين المنصرمين، لكنها تتهمها بعدم بذل الجهد الكافي لكبح جماح بقية الفصائل.