يبدو ان بعض الساسة الفرنسيين أصبح همهم الأكبر في المرحلة الحالية إعطاء دروس في السياسة الى الشعب التونسي فبعد ما قامت به وزيرة الشؤون الخارجية الفرنسية من عرض خدمات بلادها على الرئيس بن علي من أجل لجم الثورة التونسية..ها هوسفيرها بوريس بوالون المعين بعد الثورة يصرح بأن «تونسالجديدة» تشبه «العراق الجديد» بعد إسقاط نظام صدام حسين متناسيا ان العراق الجديد الذي تحدث عنه ولد من رحم التدخل الأجنبي وبعد ان داس على كرامة العراقيين وقام بتقتيل أبنائهم واستخدام كل الأسلحة واستباحة أعراضهم وتشريد أبنائهم والقضاء على مستقبلهم ..العراق الجديد الذي تتحدث عنه أصبح صورة زائفة لديمقراطية الدبابات الأمريكية والتي في الواقع هي تنفيذ لمخطط يهدف إلى نهب ثروات البلاد وتنصيب دمى تدين بكل الولاء والطاعة الى العم سام. أما تونسالجديدة فقد ولدت بعد ثورة شعبية قادها شباب...مثقف متعلم متعطش الى الحرية والكرامة ..هي ثورة الأحرار لا ثورة الياسمين كما يحاول الإعلام الغربي تسويقها ..هي ثورة تقطع مع الدكتاتورية وفروعها التي أصبحت مثل السرطان الذي ينخر البلاد..هي ثورة تنبئ بفجر جديد يكون فيه معنى لقيم المواطنة..يعترف فيها بإنسانية الإنسان بقطع النظر عن انتماءاته السياسية او الايديولوجية في وطن يحلم فيه التونسي بالعيش الكريم بعيدا عن القيود والخوف والاملاءات الخارجية...وطن يثبت فيه الشعب التونسي وجوده وهويته ويكون قادرا على اتخاذ القرار لا مجرد متقبل سلبي اومجرد هامش على صفحات التاريخ .. لا يا سيادة السفير نحن شعب لا نستنجد بدبابات أجنبية لنزرع الديمقراطية.. بل لا نهدي الورود الا لدبابات جيشنا الوطني وهو القادر على حمايتنا ولن نسمح لاي كان ان يعيدنا الى الوراء.. لذا نرفض ولومجرد التلميح الى ان ثورتنا قد تشبه أي «حركة» أخرى.. ومع احترامنا الكبير للشعب المناضل في العراق فإن الشعب التونسي يرفض ديمقراطيتكم لأننا قادرون على بناء ديمقراطيتنا بأنفسنا...تكون ثمرة سقيت بدماء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من اجل هذا الوطن العزيز علينا.. لقد اثبت هذا الشعب انه لم يمت بل ان سكوته طيلة هذه الفترة لم يكن سكوتا عاديا بل نارا تحت الرماد.. لم تفلح كل الاساليب القمعية في اسكاته.. هو شعب يريد العيش تحت الراية الوطنية فقط ويرفض الاملاءات الخارجية....