أمام الوحشية التي تعامل بها القذافي مع شعبه منذ انطلاق احتجاجاته وأمام المجازر التي خلّفتها أياديه السوداء خلال الايام الاخيرة تعيش الهياكل الصحية ببلادنا حالة تأهب شديدة بعد ان ضبطت جميع الاستعدادات لإسعاف الليبيين الجرحى بمناطق العبور (رأس الجدير وبن قردان). وصرّح الدكتور نوفل السمراني مسؤول عن وحدة الطب الاستعجالي ل«الشروق» انه ثمة حاليا مجهود كبير من جميع الهياكل الصحية من وزارة ومجتمع مدني وأطباء متطوعين من المهن الحرة تظافر مع مجهود الهياكل المعنية بالتدخل الصحي عند الطلب كوزارة الدفاع ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية. وأضاف ان كل هيكل من هذه الهياكل أخذ على عاتقه مهمة التدخل لعلاج الجرحى الليبيين في حال توافدهم على المناطق الحدودية. وأوضح ان الأطباء توافدوا على الوزارة لتسجيل أسمائهم في قائمة المتطوعين ومنهم من أراد الالتحاق بالفرق الطبية الموجودة هناك غير أننا أجبناه بأنه لابد من التريث لأنه لا يوجد داع لذلك في الوقت الحالي طالما أنه لم يدخل اي جريح عبر المناطق الحدودية. تبرّع بالدم وقال إنه في الوقت الحالي يتوافد عدد كبير من المواطنين على مراكز التبرّع بالدم الموجودة في تونس العاصمة والجهات للتبرع بكميات لفائدة اخواننا في ليبيا. وذكر ان المجتمع المدني ايضا أعلن عن تضامنه مع الليبيين وجند الهلال الاحمر فريقا طبيا وسيارتي اسعاف بمناطق العبور لمساعدة أطباء الصحة العمومية. وأكد ان وزارة الصحة عززت الطاقم الطبي وشبه الطبي الموجود بمستشفيات الجنوب (تطاوين وبن ڤردان) لاستقبال الجرحى الليبيين في حال دخولهم الى التراب التونسي. مجانية وذكر الدكتور سمراني أن المصحات الخاصة ايضا انخرطت في هذا العمل التطوعي والانساني وذلك بالاعلان عن استعدادها لمعالجة الجرحى والليبيين بصفة مجانية. ومعلوم ان المصحات الخاصة الموجودة بمناطق الجنوب سوف تعمل بالتنسيق مع بقية الهياكل الصحية المنتصبة هناك لنفس الغرض. وأكد محدثنا أن جميع الأطراف المذكورة في حالة تأهب لمعالجة ضحايا «القذّافي» وفي حال فتح الحدود بين البلدين سوف تتوافد عديد الفرق الطبية التونسية لعلاج الجرحى في ليبيا. وعلمنا من جهة أخرى أن وزارة الدفاع الوطني ضبطت استعداداتها من خلال الطب العسكري الذي سيساهم بدوره في اسعاف الجرحى وانقاذهم من الموت.