تشهد جزيرة جربة مؤخرا انفلاتا وتدهورا أمنيا غير مسبوق في جهة تعتبر الأكبر سياحيا على الصعيد الوطني إذ تضم ما يزيد على 120 وحدة سياحية بطاقة استيعاب فاقت ال50 ألف سرير تستقطب سنويا معدل 3 ملايين سائح من كافة أنحاء العالم. مظاهر هذا الانفلات الأمني تمثلت في عمليات نهب وسرقة طالت عدّة منازل وسيارات حتى في واضح النهار بالاضافة الى أعمال عنف وتخريب في أنحاء متفرقة من المناطق السياحية شملت الملاهي والعلب الليلية. هذه التطورات والأحداث الأخيرة تدور في الوقت الذي بدأت فيه بعض الوحدات السياحية تعيد فتح أبوابها استعدادا لاستقبال السياح وسط مخاوف على مستقبل السياحة في الجزيرة التي تعاني من نقص أمني واضح للعيان إن لم نقل فراغا تاما خاصة في بعض الجهات والمناطق السياحية الأكثر نشاطا. مسؤول أمني بجربة أرجع هذه الوضعية الخطيرة الى النقص الحاد في عدد الأعوان مع قلة الامكانيات من تجهيزات وسيارات إدارية. كما أن العلاقة المتوترة بين رجل الأمن والمواطن ساهمت في تعقيد الوضعية في هذه الفترة الحرجة. ولبناء الثقة المفقودة بين المواطن والشرطة اقترح فصل العمل الاداري عن الأمور الأمنية بإحداث مراكز خاصة بالأمن والقضايا الاجرامية لتفادي الاختلاط بالمواطنين الأبرياء الذين يقصدون مراكز الشرطة لقضاء شؤون إدارية بعيدا عن العنف والفوضى. كما طالب بتفعيل دور الأمن السياحي في استتباب الأمن في المناطق السياحية إذ توجد حاليا دورية واحدة تجوب كامل الشريط السياحي الذي يفوق طوله 25 كلم بالاضافة الى مدينتي حومة السوق وميدون السياحيتين. نسبة كبيرة من سكان الجزيرة عبروا عن مخاوفهم من هذا الوضع الأمني وانتقدوا أداء رجال الأمن في مراقبة مدخلي الجزيرة حيث يتم العبور دون تفتيش السيارات وحتى التثبت في الهويات. كما أن أعداد جنود الجيش الوطني لم تكن في مستوى حجم المنطقة وأهميتها السياحية باعتبار ما يتميز به القطاع من خصوصية حساسة ووزن اقتصادي هام حيث يشغل حوالي 85 بالمائة بصفة مباشرة أو غير مباشرة من أهالي ومتساكني الجزيرة.