أقدم شاب على إحراق نفسه مساء الخميس الماضي أمام مقر معتمدية الوسلاتية (القيروان) وهو ما استوجب نقله الى مستشفى الأغالبة بالقيروان وإحالته الى غرفة الإنعاش. وقد شهدت المنطقة اثر الواقعة تحركات احتجاجية وسمع صوت الرصاص من بنادق الجيش.ولا يزال الشاب تحت المراقبة الطبية في حالة حرجة بالمستشفى، كما تم فتح تحقيق في الغرض. وتفيد صورة الواقعة حسب المعطيات الأولية التي أفاد بها شهود عيان أن الشاب (نجيب الكعبي 30 سنة) أصيل حي الزياتين بمدينة الوسلاتية (القيروان)، اقدم حوالي الساعة الواحدة من مساء الخميس (10 مارس) على سكب البنزين على نفسه وسط الطريق العام قبالة المعتمدية التي يحرسها افراد الجيش ثم أضرم النار في جسده. وهو ما أدى الى تعرضه الى حروق بليغة. فتم نقله على جناح السرعة الى مستشفى الأغالبة بالقيروان على متن سيارة إسعاف وإحالته بعد ذلك الى غرفة العناية المركزة بالمستشفى. وقد وصفت حالته بالحرجة. وبخصوص تفاصيل الحادثة ذكر احد جيران الشاب، انه جلب معه قارورة تحتوي على البنزين حصل عليها من دراجة نارية لأحد أقاربه. كما بين الجار ان شهود عيان سمعوا المتضرر يتحدث قبل 3 ساعات من الواقعة عن نيته في إحراق نفسه. كما أشاروا الى تردد الشاب على مكان الواقعة بشكل يومي في وقت متأخر من الليل. وذكر شهود عيان ان الشاب تعرض الى ما وصف بالإهانة من قبل أفراد الجيش بسبب ما روى شهود عيان ان أفراد الجيش طلبوا من الشاب ان يجثو على ركبتيه وقيدوه.. ووفق إفادة شقيق الشاب الذي يعتزم تقديم شكوى الى وكيل الجمهورية في الغرض، فإنه تم ايقاف شقيقه وأحد أقاربه قبل ايام اثناء تواجدهما على متن سيارة. وبين ان شقيقه تعرض الى الضرب قبيل الواقعة وتم ايقافه في اكثر من مناسبة اثناء جلسة خمرية وأنه كان يطلق سراحه في اكثر من مناسبة. وأكد ان حالة شقيقه خطيرة. وذكر شهود عيان أن مدينة الوسلاتية شهدت اثر الحادثة والى غاية مساء الجمعة احتجاجات عديدة من قبل عشرات المواطنين من اقارب وأصدقاء الشاب سمعت خلالها طلقات الرصاص من قبل أفراد الجيش. كما اكد شهود عيان خبر وصول وحدات من الجيش لتعزيز القوات المرابطة بالمدينة. وقد شهدت المدينة امس عودة الهدوء. ويذكر ان الشاب نجيب الكعبي (30 سنة) عاطل عن العمل وينتمي الى عائلة ضعيفة الدخل. من جهة ثانية أصدرت الرابطة التونسية لحقوق الإنسان (فرع القيروان) بيانا أعربت من خلاله عن رفضها بشدة الاعتداء على المواطنين والمس من كرامتهم، وطالبت بفتح تحقيق عاجل في هذه الحادثة ومحاسبة كل من تثبت إدانته.