«سيدي الشيخ» أعرف ان الشعب التونسي هو شعب فطن ومدرك لحقائق الأمور وكنهها ولا غرابة ان طرحت عليه أمرا فواجهك في شأنه بأحد عشر مليون رأي... ورأي مخالف ولكن مهما بلغت الاختلافات فجميعها تتفق على ان تونس لكل التونسيين وبالتالي فإن الشعب التونسي هو أقل الشعوب استهلاكا للفتاوى وهو أدرى الشعوب وأعرفها بأنفلونزا الخنازير وسموم ذباب «التسي تسي» البشري. ولا يحتاج لا للمنظمة العالمية للصحة. ولا للأطباء الرعوانيين بلا حدود حتى وإن ارتفعت عندنا حمى الحماسة أكثر من اللزوم في بعض الحالات حتى وإن كثرت وتوالدت وتكاثرت. «سيدي الشيخ» تابعت على إحدى الفضائيات فيلما وثائقيا تناول بالبحث حياة قبيلة من القردة في أدغال افريقيا يحكمها قرد هو شيخ القبيلة وحاكمها. وسلطانها وملكها وأميرها وهو أشدّ القردة وأقواها وأعتاها بين فحول القبيلة. الطريف في نظام هذه المشيخة ان كل إناث القبيلة لشيخ القبيلة وحده ودون سواه. والأطرف ان في مطلع كل فجر تجتمع كل الإناث من حوله ويتولى شم عوراتها الواحدة تلو الأخرى للتأكد من عدم خيانتها له ومن أن لم يمسسها قرد سواه وذاك حال من الأحوال الشخصية في حياة هذه المشيخة القردية وبندها القار نعم أقول بندها القار حسب الفيلم بالطبع. «سيدي الشيخ» للتاريخ وللتاريخ فقط أسأل هلا توجد لدى البعض من الدعاة الى مراجعة مجلة الأحوال الشخصية نيّة في تطعيمها ببند من هذا القبيل خاصة أنني سمعت وعلى نفس الفضائية قصة تخيّم «أمير المؤمنين» في رأس جدير لحماية الثورة وهذا فيلم وثائقي آخر حتى وإن لم تنجزه المخرجة سلوى بكار بعد حصولها على ترخيص من أمير المؤمنين للتحرك في رأس جدير. «سيدي الشيخ» إذا كان الشيخ مورو غنى في قناة «حنبعل» لبتهوفن فهلا تغني معي في لجان حماية الثورة المنصبين لأنفسهم للمرحوم صالح الخميسي: «يبارك في ترابك يا تونس قداش ادلل وتجيب».