تجري في البلدان العربية التي تعرف حاليا ثورات وانتفاضات شعبية وتحولات سياسية أحداث ناتجة عن التعصّب والغلوّ. كمنع المثقفين والمبدعين من القيام بأنشطتهم. وقد بلغ هذا السلوك أحيانا درجة الاعتداء على بعض الفضاءات الثقافية. أمام هذه الأحداث تعبّر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عن استنكارها لصدور هذه الأفعال. كما تعرب عن استيائها الشديد لما يقوم به المتطرفون في دور العبادة من اقحام الحراك السياسي والتشدّد العقائدي واستعمال العنف. وتذكّر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أنها في نطاق تخصصها التربوي والثقافي والعلمي تبذل الجهود المختلفة لنشر ثقافة التنوير ومبادئ التعايش بين جميع المواطنين وغرس قيم التسامح بين الحضارات والثقافات والأديان والمذاهب كما تحرص على ضرورة حماية الأقليات وذلك من أجل ارساء مجتمع عربي قوامه الاعتدال والانفتاح والوسطية والفكر النيّر وهي كما لا يخفى قيم تتصف بها حضارتنا العربية الإسلامية منذ نشأتها. وتهيب المنظمة بكل الأطراف السياسية ونشطاء المجتمع المدني لاستنكار التطرّف والتنديد بالعنف والعمل بكل ما أوتيت من قوة معنوية وسياسية للحيلولة دون تفشّي الظلامية في المجتمعات العربية بغية تكريس مبدإ احترام المواطنة واحترام الآخر وتطوير الحياة السياسية والاجتماعية على أسس سليمة استنادا إلى الوسطية والاعتدال والانصاف.