واكبت «الشروق» يوم الجمعة جلسة ماراطونية من المفاوضات بين السيد والي قبلي وممثلو المعطلين عن العمل بقبلي وعن اتحاد الشغل وعن الرابطة الجهوية لحماية الثورة امتدت حتى الساعة الثالثة وقد عرض السيد الوالي خلال هذه الجلسة وضع التشغيل بالجهة مرقما من خلال مجهودات بذلتها الادارات الجهوية احصت فيها عدد الشغورات المتاحة بمختلف إدارات القطاع العمومي بالجهة حيث بلغت 408 مواطن شغل وهو رقم لا يكاد يصل حدود 4 في المائة من عدد المعطلين عن العمل بالجهة الذين يناهز عددهم 9000 معطل وهو رقم يتجاوز عدد كل المشتغلين بالوظيفة العمومية بمختلف إدارات الجهة وإزاء هذا الوضع المعقد والمتأزم اصلا بسبب ما شهدته الجهة من تهميش تنموي لعقود متتالية فقد ركن المتفاوضون بشقيهما الى الواقعية والمرونة فرغم ما شاب الحوار من حدة وتشنج من هذا الجانب ومن ذلك فان تقاربات عديدة سجلناها بين المتفاوضين حيث تم الاتفاق على نقطتين من جملة ثلاث نقاط خلاف أهمها الاتفاق على اعتبار جمعية المعطلين عن العمل مخاطب وحيد حول تشغيل اصحاب الشهائد وتشريكهم في وضع وتنفيذ البرامج التشغيلية بالجهة كما سجلنا تقاربا حول النقطة الثالثة والتي قبل فيها المعطلون بالاكتفاء ب 500 توظيف فوري لم يعلن السيد الوالي عن رفضه ولكنه عبر عن استعداده لرفع هذا المطلب الى الوزارات المعنية وترقب الرد ولذلك فإن الجلسة انتهت رغم طولها وما شابها من شد وجذب وتشنج أحيانا في أجواء ودية وفي تواصل بين السيد الوالي والسادة ممثلي المعطلين والرابطة واتحاد الشغل اذ خرج المفاوضون في اجواء توحي بميلهم الى تعليق الاعتصام ريثما ترد الوزارات على طلبات السيد الوالي ولكن الظاهر أن الجموع المعتصمة امام مقر ولاية قبلي والتي كانت تترقب المفاوضين لم تقتنع بنتائج المفاوضات وقررت تأجيل قرار تعليق الاعتصام من أجل مزيد التحاور بين المعتصمين وعموما ومهما كان قرارهم فان مسار التفاوض وطريقته واعتماده على الترقيم والبحث عن مسالك التقارب لا التعجيز والتنطع يؤكد ان شباب المنطقة يسجل نضجا وتكوينا وطنيا يطمئن الجميع على مصير الثورة ومستقبل البلاد.