منذ سنة 1975، طالب أبناء ولاية القيروان، بإذاعة جهوية يبلغون من خلالها صوتهم وتكون همزة الوصل وفضاء التعبير الحر والاعلام وبوابة التنمية.. لكن هذا المطلب الذي دنا من التحقّق ظلّ معلقا بسبب التعطيلات المعروفة والتضييقات السياسية، ولم تنل الجهة حظها من الاذاعة الجهوية سواء بتكفل الدولة ببعثها أو بالسماح للخواص بالاستثمار فيها رغم تقديم باعثين خواص لمطالب لكن لم يسند لها الترخيص وتعالت الذبذبات عن المنال. اليوم وقد جلت ا لثورة كل الغموض وفتحت الأبواب وكسرت حواجز التضييقات، تواصل نفس الحلم في انتظار التحقّق. وقد تأكد تقدم مخرجين سينمائيين بمطالب للحصول على ترخيص بعث اذاعة تبث موجاتها انطلاقا من القيروان، غير أنه ورغم أن الفضاء الفسيح رحب ويستوعب عشرات الموجات إلا أن الصراع احتدم بين «المتنافسين» وشرع كل فريق في تعبئة المناصرين وتقديم حجج ومؤيدات، بل ان المتابعين للمشروعين يلاحظ تحول المنافسة الى تحركات عدائية وحديث عن «الأحقية» و«الشرعية» حسب أسبقية الطلب وحجم «النضال» والانتماء (!) وجرعة الثورية. الى جانب الحديث عن توفر رأسمال والتجهيزات والتناطح بالشهائد العليا ومغازلة الطاقات الابداعية وحشد كل طرف لعدد أكبر من المعجبين والمتضامنين، بل ان أحدهما أنشأ صفحة خاصة على موقع «فايس بوك» على الانترنيت لحشد معارضين للمشروع الاذاعي للآخر خصص له أحد الطرفين اجتماع بدار الثقافة. وتحول التنافس السينمائي الى صراع من أجل «الاذاعة» بلغ حدّ التصريحات اللاذعة وإذاعة الاتهامات على الصحف والانترنيت. حرب الاذاعة المخرجان السينمائيان وهما أصيلا ولاية القيروان، سيتقدمان بمطلب الترخيص لإحداث قنوات إذاعية، أما أبناء القيروان فإن ما يهمهم في المقام الأول هو انطلاق بث الاذاعة من عاصمة الأغالبة وتشغيل الشبان وتبليغ الأصوات، ولا يهمهم أي الطرفين يفوز بقصب السبق الأثيري، أو يحصلان عليه معا، فإن شباب الجهة سيخرج المستفيد الأول من الموجات الاذاعية مهما اختلفت التسمية. من جهة ثانية ينتظر أن يشهد المشهد الاعلامي الجهوي بالقيروان تطورا إثر إعراب عدد من الاعلاميين عن نية بعث نشريات جهوية ورقية وإلكترونية، فكيف سيكون العمل الصحفي والاذاعي باللون السينمائي.. ولمن ستؤول الذبذبات؟