فرض الصهاينة اعتبارا من أمس الجمعة وإلى غاية منتصف أكتوبر المقبل تقريبا، اغلاقا شاملا على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بينما لاتزال الآلة الحربية الاسرائيلية تحصد الشهداء في شمال قطاع غزة بلا حساب.. وواصل الفلسطينيون من جهتهم مقاومة العدوان الكبير على شمال القطاع بكل ما توفر لديهم وتمكنوا من تدمير دبابة صهيونية على الأقل منذ أول أمس. واستمر أمس الاجتياح الاسرائيلي الواسع لشمال قطاع غزة مخلفا مزيدا من الشهداء والجرحى والدمار خصوصا في منطقة جباليا التي دفعت على مدى الأيام الثلاثة الماضية النصيب الأوفر من الشهداء. اجتياح ومقاومة باسلة وفي جباليا تحديدا استشهد أمس القيادي المحلي في كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» عبد العزيز الأشقر في اشتباك مع قوة صهيونية. وأثناء الاشتباك اطلقت مروحية اسرائيلية قذيفة على مجموعة من الفلسطينيين مما أدى إلى جرح 3 منهم في حين كان قد أصيب 7 آخرون في وقت سابق برصاص جنود الاحتلال في المنطقة نفسها. ووصل عدد الجرحى الفلسطينيين الذين سقطوا أمس في منطقة جباليا إلى أكثر من 30 جريحا وفق تأكيد المصادر الطبية الفلسطينية. وبعد ساعات من الاشتباك الذي استشهد خلاله الأشقر استشهد فلسطيني آخر بنيران القوات الصهيونية التي كانت قد دفعت منذ أول أمس بتعزيزات جديدة إلى شمال قطاع غزة. ثم استشهد لاحقا صبيان (14 و15 عاما) في قصف مدفعي صهيوني في جباليا. ومنذ فجر الثلاثاء الماضي، تتمركز عشرات الدبابات والمدرعات الاسرائيلية على الطرق والمداخل الرئيسية والفرعية المؤدية إلى بيت حانون وبيت لاهيا، وجباليا وكلها في شمال القطاع المعزول تماما عن العالم الخارجي. وعلى الرغم من هذا الاجتياح والاعتداءات الوحشية، قصفت أمس المقاومة الفلسطينية مجددا عددا من المستوطنات داخل القطاع ولكن أيضا في جنوبفلسطينالمحتلة. واعترفت مصادر عسكرية اسرائيلية بسقوط ثلاثة صواريخ في منطقة النقب في جنوبفلسطينالمحتلة. وسقط أحد الصواريخ على مدينة «سديروت» دون وقوع اصابات حسب المصادر الاسرائيلية التي أشارت أيضا إلى قصف بواسطة مدفعية الهاون الليلة قبل الماضية على مجمع «غوش» قطيف الاستيطاني. وأدى هذا القصف إلى الحاق اضرار بأحد المنازل في هذا المجمع، وكان جندي اسرائيلي آخر قد أصيب الليلة قبل الماضية برصاص المقاومة الفلسطينية في القطاع. وتبنت كتائب القسام العملية التي تم خلالها تفجير دبابة اسرائيلية من نوع «ميركانا» أول أمس شرقي مخيم جباليا. وأطلق مقاتلو القسام قذيفة «ار.بي.جي» على الدبابة ثم فجروا عبوة جانبية قوية في الآلية. وفي الضفة الغربية استشهد محمد أبو قنديل (30 عاما) الناشط في كتائب شهداء الأقصى حين اصابته رصاصة انطلقت خطأ من بندقيته في جنين. وكان الشهيد مطاردا من قبل قوات الاحتلال. وفي منطقة نابلس اعتقل جنود الاحتلال فلسطينيا قالوا انه كان يحمل متفجرات وكان يستقل سيارة أجرة. اغلاق وفي خطوة موازية للعدوان فرضت سلطات الاحتلال اعتبارا من صباح أمس الاغلاق الكامل على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. ويتوقع ان يستمر الاغلاق إلى غاية منتصف أكتوبر المقبل حين تنتهي الاحتفالات بمناسبات يهودية. وحسب مصدر عسكري اسرائيلي فإن اغلاق الضفة والقطاع اجراء وقائي تحسبا لحدوث عمليات فدائية قبل حلول اعياد رأس العام اليهودي الجديد التي تبدأ مساء الاربعاء القادم. وبموجب هذا الاغلاق يمنع الفلسطينيون من اجتياز الخط الأخضر باستثناء الحاملين لتأشيرات خاصة.