منطقة مكثر المعروفة بقساوة طبيعتها في فصل الشتاء حيث كثافة الثلوج لم تكن عائقا أمام فلاحيها للنبش في تربتها لاستخراج خيراتها من باطنها الشيء الذي جعلهم في كل موسم يكدون ويجتهدون دون هوادة، لكن السنين العجاف جعلت مديونيتهم تتفاقم من سنة الى أخرى مكبلة طموحهم من جراء الاجراءات المشطة من البنك الوطني الفلاحي. عديد الفلاحين أكدوا بأن منطقتهم طالما عانت من الحرمان التنموي منذ عهود خلت إذ صل الفلاح بها يعاني الأمرين من قساوة الطبيعة من جهة ومن الاجراءات المجحفة من جهة أخرى حيث يلجأ الفلاح الى البنك الوطني الفلاحي للاقتراض لتغطية المصاريف الفلاحية، لكنه يسقط في عديد المشاكل أهمها انعدام الدراسات العلمية والموضوعية في إنشاء القروض الفلاحية وعدم المتابعة في صرف تلك القروض، اضافة الى عدم تلبية حاجة الفلاح من المبالغ المناسبة وفرض التمويل الذاتي الذي يعجز عن تقديمه. هذا إضافة الى تراكم الديون في السنوات الأخيرة بسبب سنوات الجفاف، حيث يجد الفلاح نفسه عاجزا عن خلاص الأقساط في موعدها نتيجة للعمل الفلاحي التقليدي من ناحية وقساوة الطبيعة من ناحية أخرى، زيادة على ارتفاع نسبة الفوائض التي يفرضها البنك والتي تبدو غير موضوعية بالمرة، دون نسيان غلاء المستلزمات الفلاحية من آلات وبذور وأسمدة وأدوية مما جعل الفلاح عاجزا تماما عن الايفاء بتعهداته وغير قادر على العمل لانعدام النتائج والحوافز. ويطالب الفلاحون بالنظر في امكانية طرح الديون التي أثقلت كاهلهم أو على الأقل طرح الفوائض وجدولة أصول الديون ولم لا الترفيع في أثمان المنتوج الفلاحي بمختلف أنواعه وإسناد منح إنتاج باعتبار استراتيجية هذا القطاع مع امكانية وضع خارطة فلاحية تخص معتمدية مكثر باعتبار خصوصياتها الجغرافية والطبيعية والاقتصادية. تركيز إطارات عليا مختصة في إدارة الفلاحة لارشاد الفلاح ومساعدته على العمل الجاد والمنتج. مطلب آخر لا يقل أهمية عن سابقيه وهو التكثيف من البحيرات الجبلية ومقاومة الانجراف وتهيئة المسالك الفلاحية التي خلقت عديد المشاكل بالنسبة إلى ترويج المنتوج. وبما أن منطقة مكثر تعرف بانتاجها لحبّة الملوك النادرة ببلادنا فلماذا لا تفكر وزارة الاشراف بالتعاون مع الادارات الجهوية للفلاحة بسليانة في رد الاعتبار لهذا المنتوج الذي لازال مهمشا من خلال إحداث منطقة خاصة لهذه النوعية النادرة ببلادنا؟ السيد محمد الهادي المخزومي رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بمكثر يؤكد بأن هذه المطالب المقترحة تهدف في مجملها للنهوض بالقطاع الفلاحي بالجهة وتحدّ من معاناة الفلاح الذي ظل لعديد السنوات مهمشا ومحاطا بعديد المشاكل التي كبلت طموحاته.