أدت الامطار التي تهاطلت مؤخرا على ولاية القيروان وخصوصا المرفوقة بنزول البرد قبل ايام، الى حدوث أضرار كبيرة مباشرة على المزروعات بشكل متفاوت بين القطاعات الفلاحية وبين المعتمديات وخسائر كبيرة. وقدرت الخسائر ب7ملايين دينار وبلغ عدد الفلاحين المتضررين ، 2300فلاح وقدرت المساحة المتلفة بنحو 5 آلاف هكتار. وقد توزعت الأضرار بين عدة معتمديات ابرزها حفوز والشبيكة والحاجب والعلا. وعلى اثر الزيارة التي قامت بها السلط الجهوية (الوالي ومندوب الفلاحة) للإطلاع على الأضرار التي شملت منطقة الشبيكة وحفوز الى جانب مناطق أخرى، تم تقييم الأضرار وعرضها على وزارة الفلاحة بعد التشاور مع الفلاحين بخصوص الأضرار وتكلفة الإنتاج من اجل تعويضهم الخسائر التي تكبدوها حتى يتمكنوا من استئناف نشاطهم الفلاحي والشروع في الإعداد للموسم الفلاحي القادم معولين على صندوق الجوائح. 7 ملايين دينار خسائر وحسب تصريح لمندوب الفلاحة بالقيروان قدر حجم الخسائر الفلاحية بعد المعاينة الميدانية ب7 ملايين دينار قيمة هذه المساحات وذلك بعد التشاور مع الفلاحين. وتشمل هذه الخسائر ال2300 فلاح وعلى مساحة 5آلاف هكتار. وشملت الأضرار عدة معتمديات بولاية القيروان(حفوز والعلا والشبيكة والحاجب) وتعرضت خلالها عدة مزروعات الى أضرار متفاوتة تتراوح بين 80 و100 بالمائة في حقول القرعيات (البطيخ والدلاع) والطماطم والبطاطا والزياتين والمشمش. وبين مندوب الفلاحة انه تمت مراجعة الخسائر مع الفلاحين ومراجعة تكلفة إنتاج كل هكتار بمختلف الزراعات والمصاريف التي أنفقوها علاوة على مصاريف اليد العاملة ومواطن الشغل التي يوفرها القطاع الفلاحي بهذه الجهات. علما أن معظم الإنتاج (البدري) كان معدّا للتصدير والتصنيع. مشيرا الى ان الاضرار التي لحقت الزياتين سيتطلب تداركها موسمين نظرا لكون الموسم القادم بمثابة راحة الزياتين بعد ان كان مرتقبا تحقيق صابة معتبرة من الزيوت. وأقر مندوب الفلاحة بحجم الأضرار وأثرها على الإنتاج الفلاحي على المستوى الوطني. وتاثيرها في الاسعار في الاسواق الداخلية. مبينا انه تم التشاور بخصوص قيمة الأضرار مع السلط الجهوية وانه تم رفع الملف الى وزارة الفلاحة من اجل النظر في صيغ التعويض للفلاحين وآلية مساعدتهم. مصير الفلاح معلق من جهة ثانية اتصل بنا احد الفلاحين بجهة «اولاد زاي» بالشبيكة معربا عن خشيته من بطء الاجراءات وتأخر التعويضات مبينا ان الموسم الفلاحي القادم ينطلق خلال شهر جويلية. مضيفا ان ذلك يتطلب اعداد الارض وازالة المزروعات المتلفة وتجديد شبكة الري (القطرة-قطرة) وما الى ذلك من مصاريف علاوة على حاجتهم الى البذور والمشاتل وخلاص اجور العمال وتسديد ديون المزودين. كما يشكو الفلاحون من تشتت الملكية وغياب المسح العقاري الذي عطل الفلاحة وحال دون تمتع الفلاحين بالمنح والقروض والاستثمار فيها بالشكل العصري المطلوب. كما اشاروا الى مشكل كهربة الابار والمطالب المعطلة وما كبدهم افتقار هذه المحركات من مصاريف باهظة في استخدام المازوط الذي تقدر مصاريفه بالف دينار في الشهر الواحد. كما طالبوا بمراجعة مشروع الهضاب وحماية المساحات الزراعية من الفيضانات. ولعل المطلوب هو تدخل وزارة الفلاحة المؤقتة من اجل جبر الضرر وتفعيل صندوق الجوائح (الكوارث) وعدم التراخي في مساعدة الفلاحين نظرا للاهمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه الاضرار وما يمكن ان تقدمه التعويضات. وخصوصا قيمة انتاج هذه المناطق المتضررة ومساهمتها في الانتاج الوطني بنسبة كبيرة. علما ان عشرات الفلاحين مهددون بالسجن بسبب الديون ومئات آخرين مهددون بالبطالة والتشرد ان لم تستأنف عجلة الدورة الفلاحية نشاطها وعدم الالتفات الى الوراء وما فيه من خسائر. أمطار بين النفع والضرر وفى سياق متصل تشير معطيات المصالح الفلاحية الجهوية إلى أن الموسم الفلاحي الحالي بولاية القيروان يعتبر واعدا بالنظر خاصة إلى نزول الأمطار على امتداد السنة بصفة منتظمة وفي كامل ربوع الولاية حيث ساهمت الأمطار التى تهاطلت على ولاية القيروان خلال الأيام الأخيرة في تعبئة الموارد المائية وارتفاع منسوب المياه بالسدود الكبرى بالجهة حيث تم تسجيل أكثر من 4ملايين متر مكعب من المياه الإضافية بكل من سد «سيدي سعد» و«الهوارب» و»نبهانة» فضلا عن كميات هامة أخرى بعدد من البحيرات الجبلية والتلية وتدعيم الآبار العميقة والمتوسطة. وقد ساهمت هذه الأمطار في تشجيع الفلاحين على ممارسة أنشطتهم الفلاحية وفي مقدمتها زراعة الخضراوات. لكن الامطار الاخيرة ولدت مخاوف كبيرة من تسببها في إتلاف صابة الحبوب وخصوصا الشعير البدري. وقد تسببت الامطار في تاخير موعد الحصاد. وينتظر ان تتدخل الجهات المهنية لارشاد الفلاح بخصوص عمليات الحصاد والخزن ومساعدته في توفير مستلزمات الحصاد.