ويختلف السعر من صنف الى آخر، وبذلك تترك للشاري حرية الاختيار حسب مقدرته المادية وحسب صنف اللحم الذي يرغب في شرائه عكس الطريقة التقليدية التي كانت تقتصر فقط على التمييز بين «اللحم بالعظم» و«اللحم دون عظام» ولا تختلف الأسعار بينهما كثيرا.. أما بالنسبة الى لحم الضأن فإن السعر موحّد ولا يقع اعتماد التصنيف. إقبال لاحظ مهنيون في قطاع اللحوم الحمراء تحدثت اليهم «الشروق» ان الأشهر الأخيرة شهدت تراجعا في إقبال المواطنين على اقتناء لحوم «البقري» والضأن. وهذا راجع ربما الى تراجع المقدرة الشرائية لدى بعض المواطنين بفعل غلاء أسعار مواد أخرى ضرورية أكثر من اللحم، وأيضا الى الحذر الذي أصبح يرافق الاستهلاك لدى التونسيين بعد أحداث الثورة. كما ان أسعار الدجاج والديك الرومي حافظت على استقرارها وهو ما شجع المواطن على الإقبال عليها أكثر من الاقبال على اللحوم الحمراء. وهذا التراجع في الاقبال دفع بكافة المتدخلين في القطاع الى تعديل الأسعار ولو بنسبة ضعيفة حتى يستقطبوا مزيدا من الحرفاء. علوش ليبيا.. والجزائر قال صلاح الدين فرشيو رئيس الغرفة الوطنية لتجار اللحوم بالجملة ان العرض في أسواق الدواب تحسّن في الأشهر الأخيرة وهو ما أثّر على أسعار الأبقار والأغنام الحيّة... وتزايد بفعل ذلك إقبال القصابين على التزوّد بالمواشي بأسعار معقولة مما زاد في نسق المنافسة وشجع على التخفيض من أسعار اللحوم لديهم. ويعود ذلك حسب المتحدث الى تزايد العرض من «العلوش» في مناطق الجنوب بسبب تدفق كميات كبيرة من الأغنام من القطر الليبي... حيث أصبح عدد من المربين الليبيين يفضلون «تهريب» مواشيهم نحو تونس وبيعها حتى لا تتضرر جرّاء الأحداث الجارية حاليا بليبيا. وأشار المتحدث ايضا الى تدفق كميات أخرى من «العلوش» من الجزائر وهذا ماساهم ايضا في توفّر العرض وفي انخفاض الأسعار. تعهّد خلال اجتماع اول أمس عقده عدد من المهنيين بمقرّ اتحاد «الأعراف» وقع تداول مسألة دخول شركة اللحوم في منافسة تجارية مع المهنيين خاصة بعد اعلانها فتح نقاط بيع للعموم تابعة لها والحال انها شركة حكومية ولا يجوز لها ذلك. غير ان شركة اللحوم تقول باستمرار ان دورها ليس منافسة المهنيين الخواص في القطاع بل هو «تعديلي» كلما تطلب الأمر ذلك خاصة عند وجود ارتفاع في الأسعار و نقص في العرض أثناء المواسم الاستهلاكية (رمضان الصيف...) حيث تعتمد الشركة على التوريد لضمان تزويد السوق بانتظام وبأسعار معقولة. وصرّح رئيس غرفة باعة اللحوم بالجملة ل «الشروق» ان كل المهنيين تعهدوا بتوفير الكميات اللازمة من اللحوم خلال الفترة القادمة التي سيرتفع فيها الطلب وبأسعار معقولة تراعي المقدرة الشرائية للتونسيين. وذهب المتحدث حدّ القول إن انخفاض الأسعار قد يتواصل الى دون الأسعار الحالية لو تعمل سلطة الاشراف على تمكين المهنيين من ظروف العمل المريحة التي تحترم مبدأ المنافسة وتزيد في ثقتهم بأنفسهم.. ٭ فاضل الطياشي ٭ تونس «الشروق»: لاحظ المواطنون في المدة الأخيرة تحسّنا في سوق اللحوم الحمراء على مستوى الأسعار وعلى مستوى الجودة والعرض فأسعار لحوم «البقري» والضأن لم تتجاوز في الأسابيع الأخيرة 12.5د. ونزلت الى حدود 10د وذلك لدى أغلب القصّابين بالمناطق الشعبية وبالأسواق البلدية باستثناء قصّابي بعض الأحياء والمناطق الراقية الذين حافظوا على الأسعار المرتفعة. كما تطوّرت طريقة العمل لدى عدد هام من القصابين خاصة من حيث عرض البضاعة.. حيث أصبح كثيرون يعتمدون على الطريقة العصرية المعتمدة في أغلب الدول الأوروبية وهي التصنيف اي عرض اللحوم حسب الصنف وهذا بالنسبة الى لحوم الأبقار.