أعلن ضابط في الجيش السوري أمس انشقاقه عن المؤسسة العسكرية وسط دعوات جديدة للتظاهر في كافة أرجاء سوريا في ما تتعرض دمشق لضغط دولي متزايد تقوده واشنطن وباريس حيث ذكرت الأخيرة أن شرعية الأسد انتهت بالكامل وأنها تعمل على استصدار قرار دولي ضدّ النظام السوري، ميدانيا تحركت الآليات العسكرية السورية صوب قرى «الداما» و«جسر الشغور» ل«تطهيرها» من المجموعات الإرهابية المسلحة. وكان التلفزيون السوري قد أعلن مساء أمس الأول عن مقتل ما لا يقل عن 120 عنصرا أمنيا على يد المجموعات المسلحة في «جسر الشغور» شمال غرب البلاد. تشكيك.. وانشقاق وشكّكت المعارضة السورية في صحة هذه الرواية الرسمية قائلة إن «جسر الشغور» شهد هدوءا نسبيا طيلة مساء أول أمس. وقالت إن عناصر الأمن قتلوا على يد عناصر من الجيش بعد رفضهم قنص المدنيين العزل على حدّ روايتها. من جهتها، بثت قناة «الجزيرة» شريط فيديو لرجل قالت القناة إنه ضابط سوري منشق يدعو خلاله الجنود والضباط في الجيش إلى الوقوف ضدّ الرئيس بشار الأسد والتوقف عن قمع المحتجين. وعرف «الضابط» نفسه بأنه الملازم أول عبد الرزاق محمد طلاس من الفرقة الخامسة اللواء 15 الكتيبة 852 من بلدة الرستن في محافظة حمص. وقال إنه لم يعد قادرا على مواصلة العمل في الجيش بعدما شاهده من جرائم وسوريا كلها مضيفا أنه كان شاهد عيان على الانتهاكات التي حصلت في مدينة درعا وقرية «أنجل» و«الصنمين» ودعا زملاءه إلى الانحياز إلى الشعب والاستجابة لضمائرهم فالجيش جعل لحماية الوطن وليس لحماية الفساد والسرقة وآل الأسد. ولم يتضح ساعة ومكان تسجيل «الفيديو» ولم يظهر أيضا وجود مستجوب للضابط المنشق. وعادة ما يتحدث النشطاء السوريون عن حالات انشقاق داخل الجيش ولكنهم لا يزالون عاجزين عن إثباتها حالة حالة وعن توثيقها إداريا. ثلاثاء «النهضة» في هذه الأثناء وجه ناشطون حقوقيون دعوة إلى التظاهر في ما سموها «ثلاثاء النهضة» داعين الجيش إلى حماية المتظاهرين من «عملاء النظام». وكتب المنظمون: «عهد النكسة ولى، عهد الخيانة ولى، لا ندعو إلى المعركة ونرفض حمل السلاح ضدّ إخوتنا في الجيش، ندعوهم فقط إلى حمايتنا والدفاع عنا من نيران عملاء النظام». ووجهت صفحة «الثورة السورية 2011» دعوات إلى المتظاهرين في المدن المهدّدة حسب قولها بهجمات عصابات النظام بإحراق إطارات السيارات وإغلاق الطرق بالحجارة والأخشاب لمنع وصول التعزيزات العسكرية. وتأتي هذه الدعوات بعد ان حرك الجيش السوري آلياته ومدرعاته العسكرية في كل من «جسر الشغور» و«إدلب» لتطويق ما قال إنها مجموعات مسلحة تزرع الرعب وتبث الهلع في قلوب المواطنين. وأفاد مصدر أمني ان قوات الشرطة والأمن تواجه في بلدة «جسر الشغور» مئات المسلحين الذين سيطروا على فترات متقطعة على بعض الأحياء. وأضاف أن الاشتباكات تدور حاليا بين المجموعات المسلحة وقوى الأمن في المحافظات المذكورة. وعبر ناشطون عن تخوفهم من اقتحام الشرطة لبعض القرى والبلدات واقترافهم انتهاكات هناك بدعوى ملاحقة المجموعات الإرهابية. من جهتها، أفادت تقارير صحفية ان 40 شخصا على الأقل فروا إلى الحدود التركية وأن أحدهم توفي متأثرا بجراحه. تصعيد فرنسي وعلى الصعيد الدولي، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن باريس مستعدة لأن تطلب من مجلس الأمن التصويت على مشروع قرار يدين سوريا ل«قمعها الوحشي للمظاهرات» حسب تعبيره. وأضاف جوبيه إنه حان الوقت لأن يجعل مجلس الأمن آراءه معلنة، زاعما أن عملية الاصلاح في سوريا ميتة ونعتقد أن بشار فقد شرعيته لحكم البلاد وفق رأيه. وتابع: سنرى ما الذي سيفعله الروس، إذا استخدموا «الفيتو» فإنهم سيتحملون مسؤوليتهم، ربما إذا رأوا 11 صوتا مؤيدا للقرار فسيغيرون موقفهم. وانضمت بريطانيا إلى فرنسا في تعزيز الضغوط على النظام السوري بالتأكيد على أن الرئيس بشار الأسد «يفقد شرعيته» وأنه «ينبغي عليه إما الإصلاح أو التنحي»، في أشد لهجة تستخدمها لندن منذ بداية الاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ 12 أسبوعا. من جانبه قال وزير الدولة البريطاني لشؤون منطقة الشرق الأوسط أليستر بيرت إن استخدام الحل العسكري في سوريا لن ينجح. من جهتها أعلنت سفيرة سوريا لدى باريس لمياء شكور استقالتها أمس احتجاجا على «قمع» السلطات السورية للمتظاهرين في بلادها.