قدموا من بريطانيا لتقديم العون الى إخوانهم من الوافدين الليبيين على تونس وأقاموا احتفالا شعبيا ضخما بمدينة غمراسن شارك فيه عشرات الأطبّاء والمهندسين والمثقفين وعائلات ليبية فرّت من جحيم الحرب لتجد في أهالي الجنوب التونسي خير سند. من مبعوثنا الخاص الحبيب الميساوي انهم الاستاذ عصام سلطان وزوجته الاستاذة عزيزة كمال الدين وابنتهما الآنسة أمينة سلطان. هذه العائلة المقيمة في بريطانيا قرّرت أن تجعل من يوم الأمس الاحد 3 جويلية 2011 يوما للتلاقي ونسيان آلام الحرب والغربة والاستاذ عصام سلطان ناشط ليبي في بريطانيا أما حرمه الاستاذة عزيزة كمال الدين فهي نائبة رئيس جمعية المرأة الليبية ببريطانيا في حين تنشط ابنتهما أمينة ضمن منظّمة الشبّان الليبيين في بريطانيا. هذه العائلة آلت على نفسها أن تساند الثورة الليبية منذ بداية اندلاع الاحداث وتجنّدت لجمع الدعم داخل الاوساط السياسية والثقافية والاجتماعية البريطانية. وبما أن العمل الميداني له طعمه الخاص فلقد تحوّلت هذه العائلة الناشطة في الحقل الاجتماعي والسياسي الى الجنوب التونسي وساهمت في اقامة احتفال شعبي حضره الطاقم الطبّي الليبي العامل بالجنوب التونسي ومثقّفون ومهندسون ومئات العائلات الليبية والتونسية ونقلته قناة ليبيا الحرّة. وقد وزّع المحتفلون مئات الهدايا على الأطفال الليبيين وأخرى على عائلات ليبية مقيمة بمدينة غمراسن. تكذيب وتنديد بعد تلاوة الفاتحة ترحّما على أرواح الشهداء وتقديم الشكر للشعب التونسي لحسن ضيافته للوافدين الليبيين قرأ الدكتور عوض الورّاد رئيس الطاقم الليبي العامل بالجنوب التونسي بيانا ندّد بحرب الابادة التي يشنّها نظام العقيد معمّر القذافي على الشعب الليبي الأعزل مذكرا بأن آلة الدمار والقمع للعقيد القذافي تسبّبت في سقوط أكثر من 40 ألف شهيد وشرّدت أكثر من مليون ليبي واعتقلت أكثر من 30 ألف ليبي يتعرّضون للتعذيب والتنكيل في المعتقلات والسجون. كما جاء في هذا البيان نداء عاجل لمكوّنات المجتمع الدولي من أجل مزيد الضغط السياسي والعسكري على القذافي وأتباعه لترك السلطة والكف عن تقتيل أبناء الشعب الليبي وتهجير آلاف الاطفال والنساء والعائلات. كما طالب المجتمعون الدول التي جمّدت أموالا ليبية بأن تحول تلك الاموال الى المجلس الانتقالي حتى يتمكّن من توفير الغذاء والدواء والمرتبات لأكثر من 4 ملايين ليبي يعيشون في المناطق المحررة. ووقف المحتفلون دقيقة صمت على أرواح الشهداء ورفعوا التحية لثوّار ليبيا البواسل. كما كذّب الدكتور عوض الورّاد ما جاء على لسان القذافي في خطابه يوم الجمعة الفارط بخصوص النساء الليبيات المقيمات في مدن الجنوب التونسي وبقية البلاد واللواتي قال عنهن العقيد معمر القذافي إنهن «صرن شغّالات في منازل التونسيات» مؤكدا ان الشعب التونسي ضرب أمثلة عظيمة في الكرم وحسن الضيافة فائلا ان الشعب التونسي يحترم المرأة الليبية والعائلة بحيث يتحاشى الرجال والشباب حتى التحدث اليهنّ احتراما لهن وللتقاليد والعادات متسائلا كيف للنساء الليبيات ان يشتغلن عند العائلات التونسية وهنّ يعشن رفقة عائلاتهن في منازل خاصة بهم منوّها بالتضامن التاريخي بين الليبيين والتونسيين الذين يتقاسمون الرغيف والمسكن. كما اعتبر الدكتور عوض كلام القذافي من قبيل إثارة الفتن وتأليب الشعبين على بعضهما البعض. ويذكر ان أكثر من 50 طبيبا ليبيا من كافة الاختصاصات يعملون في جميع مدن الجنوب التونسي داخل المخيّمات والمستشفيات.