من مبعوثنا الخاص: الحبيب الميساوي الدكتورة هنيّة القماطي وزيرة الشؤون الإجتماعية بالمجلس الانتقالي زارت تطاوين لمؤازرة الأخوة الليبين الوافدين على تونس. «الشروق» التقت الوزيرة. نرحب بك في تونس ونريد أن نعرف كيف هي الأوضاع في المناطق المحرّرة خاصة في بنغازي؟ الحياة في كل المناطق المحرّرة عادت الى نشاطها الطبيعي. الليبيون عادوا إلى العمل ويريدون أن يثبتوا للعالم أجمع أنّ الابداع الليبي وذكاء المواطن الليبي الذي كان مقموعا في الحقبة البائدة تحت نظام معمّر القذافي كفيل بأن يعيد بناء ليبيا على أسس صحيحة. شبابنا يدير شؤون المواطنين في كافة المناطق المحرّرة من تسيير لحركة المرور إلى ترميم المستشفيات والادارة العامة بل هناك من تعلم حرفا كالسباكة والحدادة والنجارة وهم يصلحون ما أفسدته الآلة العسكرية لمعمر القذافي زيادة على نضالهم مع إخوانهم في جبهات القتال. في أيّ اطار تتنزّل هذه الزيارة الى تونس؟ لا بدّ في البداية من توجيه الشكر الى الشعب التونسي الذي وقف وقفة تاريخية مع إخوته في ليبيا فرغم الظروف الصعبة التي تمرّ بها تونس كنّا فخورين ونحن نسمع بأنّ الليبيين يتقاسمون الرغيف والمنزل والملبس. هذه الهبّة التضامنية للشعب التونسي زادت من تقديرنا واحترامنا له ونحن مدينون لهذا الشعب العظيم الذي سيكون له النصيب الأوفر في عملية اعمار ليبيا في مرحلة ما بعد القذافي... كذلك أوجّه الشكر إلى الحكومة وإلى فخامة الوزير الأول وفخامة رئيس الجمهورية لدعمهم للشعب الليبي. وزيارتي الى تونس هي زيارة إنسانية بالأساس. فلقد جئت رفقة بعض المناضلات من جمعية «أيادينا» للوقوف على حقيقة الأوضاع في المخيّمات التي يقيم فيها الليبيون وتحديد مستلزماتهم وإن شاء اللّه سوف نسعى الى توفير حاجياتهم من غذاء ودواء واطارات طبية واجتماعية حتى نخفّف العبء عن الحكومة التونسية التي أكرمت وفادة الآلاف من الليبيين المقيمين في تونس من جنوبها الى شمالها على أنني لا أريد أن يعطى لهذه الزيارة طابع رسمي لأن مهمتي بالأساس هي أن أكون جنبا الى جنب مع أبناء شعبي الذين شردتهم الحرب. دائما في نفس سياق التدخل الانساني. كيف تقيّمون أداء المنظمات والجمعيات الانسانية؟ في الحقيقة أداء هذه المنظمات ليس في المستوى المأمول لا في المناطق المحرّرة ولا هنا في المخيّمات. سمعنا كلاما كثيرا ووعودا عديدة، لكن الحقيقة على الميدان هي غير ذلك تماما فالليبيون يديرون المعركة سواء في المستوى الحربي أو الانساني لوحدهم وبمفردهم فمثلا في تونس أطباؤنا هم الذين يقومون بالنسبة الأكبر على مستوى الاسعافات وأشكر وحدات الجيش التونسي والطب العسكري التونسي وكذلك الهلال الأحمر التونسي وأوجّه شكرا خاصا لكل من دولتي قطر والامارات اللتين وقفتا الى جانبنا وساندتا الثورة الليبية المباركة وهم يقومون بمجهودات جبّارة في المخيّمات هنا في تونس من أجل إغاثة أشقائهم الليبيين. هل لنا أن نعلم عدد القتلى الذين سقطوا في الحرب؟ تقديراتنا الأولية حدّدت عدد الشهداء بأربعين ألف شهيد وخمس مائة معوق وآلاف المخطوفين والمختفين، لكننا ننتظر نهاية الحرب حتى نقوم بجرد كامل للضحايا. وعليك أن تعلم أنّ المسألة الأكثر خطورة هي تلك التي تتعلق بمخلفات هذه الحرب التي لم يخترها شعبنا بل فرضها علي معمّر القذافي. فآلاف الأطفال في ليبيا الآن يعانون من أمراض عديدة وهي أمراض نفسيّة من الصعب علاجها كذلك النساء خاصة أولئك الذين تعرّض للاغتصاب لذلك سعينا الى أن ندعم الطاقم الطبي الموجود في تونس بأخصائيات نفسيّات لمساعدة الأطفال وضحايا الاغتصاب على تجاوز هذه الظروف النفسية الصعبة. ماذا عن نهاية القذافي؟ لديّ إحساس قويّ بأن نهاية القذافي ستكون نهاية هذا الشهر، طبعا هذا إحساسي كمواطنة ليبية، لكن الأمر المؤكد أنّ القذافي ونظامه زائلون لا محالة بفضل عزيمة الثوّار وإصرار أبناء شعبنا على النصر وكل الأحاديث التي أدلى بها القاضي الفاضل الدكتور مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس تؤكد على ذلك أي أنّ النصر وطرد القذافي من السلطة هو من صميم إرادة شعبنا الأبّي.