كشفت صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس نقلا عن مصادر استخباراتية غربية، أن إيران وضعت خطة لمساعدة نظام العقيد معمر القذافي عسكريا وتحويل مدينتي طرابلس والبريقة الليبيتين إلى مستنقع لحلف الناتو في محاولة لتخفيف الضغط على سوريا, وصرف اهتمام الغرب عن برنامج طهران النووي. باريس (وكالات) وحسب الصحيفة أعطى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي في شهر ماي الماضي توجيهاته لقوات «القدس» التابعة للحرس الثوري لمساعدة القذافي عسكريا وتشمل الخطة نقل أسلحة وذخائر ومنها صواريخ أرض أرض وأرض جو وقاذفات قنابل من أجل استخدامها ضد الثوار الليبيين. وذكرت الصحيفة الفرنسية نقلا عن المصادر الغربية ان إيران التي ترى في الاضطرابات في العالم العربي عامل إضعاف للموقف الغربي في الشرق الأوسط، تسعى الى الاستفادة من الأوضاع الراهنة التي تشتت انتباه المجتمع الدولي عن برنامجها النووي توجيهات خامنئي وأضافت أن الأسلحة الإيرانية نقلت إلى قوة «القدس» التي تتخذ من الجزائر والسودان مقرا لها، مشيرة إلى أن المئات من عناصر قوة «القدس» دخلوا إلى ليبيا وتحديدا إلى منطقة برقة المجاورة لمصر. ولفتت المصادر الغربية النظر إلى أن خامنئي أرسل إلى طرابلس فرقة صغيرة من النخبة في الحرس الثوري مهمتها تقديم المشورة للنظام الليبي لجهة مراقبة الاتصالات وتقديم التوجيهات. ونصح الإيرانيون حسب الصحيفة القذافي بإخفاء العتاد العسكري والمقاتلين في مواقع مدنية، مشيرة إلى أن إرشادات خامنئي تقضي بأن ضربات حلف شمال الأطلسي «الناتو» لهذه المواقع في طرابلس ستكون بمثابة دعاية تضعف المعتدين. وسبق أن أدت عمليات حلف شمال الأطلسي إلى مقتل مدنيين ليبيين من الموالين للقذافي ومن المناوئين له مما فجر انقسامات داخل أعضاء الحلف ذاته على اعتبار أن القرار الدولي للتدخل في ليبيا بني على قاعدة حماية المدنيين من هجمات كتائب القذافي. واتهمت روسيا دول حلف الناتو بالخروج عن المهمة وتجاوز التفويض الدولي لها باستهداف رأس النظام الليبي وبقتل مدنيين عزل كما بعثت ايطاليا المشاركة في الحرب إشارات متناقضة حول مهمة الحلف في ليبيا في وقت وبخ فيه الكونغرس الأمريكي الرئيس باراك أوباما على مشاركة واشنطن في الحرب دون تفويض من مجلس النواب. الإيقاع بالناتو وقالت المصادر إن إستراتيجية خامنئي تقوم على الايقاع بحلف الناتو في المستنقع الليبي و«تثبيت» الغربيين لأطول وقت ممكن في هذا المستنقع بغية إضعاف قدرتهم على التعامل مع قمع النظام السوري للاحتجاجات في المدن والقرى السورية، وتعتبر دمشق الحليف الأكبر لإيران في الشرق الأوسط. وأوضحت المصادر ذاتها أن دعم إيران للقذافي قد يبدو متناقضا مع إعلان مسؤولين دينيين ومدنيين إيرانيين في الأشهر الماضية عن دعمهم للمعارضة الليبية بالرغم من توصيفهم للقوى الغربية بأنها قوات غازية. وثمة إشارات إيرانية واضحة على أن إيران تراهن على تورط القوى الغربية في المستنقع الليبي على غرار تورطها في المستنقعين الأفغاني والعراقي وتعتقد القيادة الإيرانية و إن لم تعلن ذلك صراحة- أن أكثر ما يستنزف القوى العظمى الغربية هو طول أمد الحرب إضافة الى أن ذلك يمنحها هي متسعا من الوقت لتنفيذ برنامجها النووي وتشتيت اهتمام الغرب عنها وعن حليفتها سوريا التي تمر بفترة عصيبة على خلفية تفجر الأوضاع فيها ووقوعها تحت طائلة العقوبات والضغوطات الدولية.