كشفت احدى الأسيرات العراقيات تم الافراج عنها مؤخرا من سجن «أبو غريب» وقائع جديدة عن الممارسات المهينة والوحشية التي ارتكبها الجنود الأمريكيون بحق السجناء العراقيين (وخصوصا السجينات) في هذا المعتقل... وقالت الأسيرة السابقة هدى العزاوي بالخصوص أنها تعرضت الى جانب المعتقلات العراقيات الأخريات الى معاملات تراوحت بين الضرب المبرح والاذلال والى التعذيب الهمجي. وتعد هدى العزاوي ( عاما) واحدة من بين العديد من العراقيين والعرقيات اللاتي اعتقلن في «أبو غريب» حيث ارتكبت ممارسات فظيعة بحق السجناء العراقيين أثارت صدمة العالم بأسره. وبعد اطلاق سراحها مؤخرا من هذا المعتقل كشفت هدى العزاوي جوانب جديدة من هذه الفظاعات التي ارتكبها الغزاة ضدها وضد بقية المعتقلين والمعتقلات العراقيات. تعذيب... وترهيب وكشفت الفتاة العراقية التي احتجزت من قبل الأمريكان منذ بداية الغزو أنها كابدت «أياما عصيبة» في أبو غريب مشيرة الى أنه تم وضعها في غرفة باردة جدا وعلى كرسي خشبي واحد وهي مقيدة اليدين الى الخلف ومعصوبة العينين. وقالت لقد تركوني على هذا الكرسي طوال الليل وفي اليوم الثاني أخذوني الى غرفة تسمى من قبل المحتجزين ب»غرفة التعذيب». وتابعت قائلة : «وبعدها صاح بنا الضابط وقال لنا بالحرف الواحد.. سنعذبكم في حال لم تعترفوا... مضيفة «كنت وقتها مقيدة اليدين ومخلوعة الحذاء وأوقفوني في الوحل ووجهوني نحو الحائط». ومضت هدى تقول : «كنت أسمع رجالا ونساء يصرخون ويبكون بشدة.. وعندما استطعت تمييز بكاء أخي معتز الذي تم احتجازه هو الآخر وحاولت أن أزيل العصابة عن عيني أغمي علي. وكشفت هدى ان أخاها معتز أغتصب بطريقة وحشية وهمجية أمام عينيها وأنه عندما جاء «دورها» لترد على أسئلة العميل العراقي والضابط الأمريكي اللذين كانا يستجوبانها تعرضت للصفع حتى أنها سقطت أرضا من وقع الضربة. وتابعت : «لقد أجبرت من قبل الحراس الأمريكان على الوقوف ووجهي الى الحائط طوال ساعة وبعد الصفعة التي تلقيتها وبعد ان بقيت واقفة من الظهر حتى منتصف الليل أرجعوني الىالزنزانة التي كانت بلا سقف بينما كان المطر يهطل بغزارة. وأكدت هدى أن الممارسات التي تعرضت لها لم تقف عند هذا الحد بل ان ما خفي كان أعظم مشيرة أيضا الى بعض المعاملات التي تعرضت لها معقلات على أيدي جنود أمريكيين في أبو غريب. اغتصاب... وجوع... وعذاب وقالت هدى ان الجنود الأمريكيين كانوا يعاملون السجناء والسجينات كمستبدين وكوحوش وكانوا يراوحون في تصرفاتهم بين التهديد والوعيد والتعذيب الهمجي. ولفتت المعتقلة العراقية السابقة الى أن الحراس الأمريكيين كانوا يستخدمون الكلاب المتوحشة في التعامل مع السجناء وكانوا يضربون الرجال يوميا بقسوة مفرطة وقالت متحدثة في هذا الصدد: «لقد كنت أشاهد الدماء وهي تسيل من أنوفهم ومن ثم «يغطسونهم» اجباريا في المياه الباردة وفي غز الشتاء. وتابعت قائلة : «انها حرب نفسية مرعبة واغتصاب وأيام من العذاب والجوع لا تتوقف يعاشها الرجال كما النساء في أبو غريب «حتى ان امرأة مسنة سقطت أرضا من شدة الجوع بينما كان الأمريكان يأكلون أفضل المأكولات ويلقون بها في سلة المهملات».