ختم باحث البداية بمركز الحرس الوطني التابع لمعتمدية باجة الشمالية مؤخرا ابحاثه في خصوص قضية تنقيب عن الآثار تورط فيها 5 اشخاص (3 كهول وشيخان) ينتمون الى ولايات مختلفة، وقد تم الاحتفاظ بهم في انتظار تقرير المعهد الوطني للتراث لتحديد مدى انتماء مسرح الواقعة للمناطق الأثرية. اثناء قيام اعوان حرس الامن العمومي بباجة بعملهم لاحظوا تردد 4 اشخاص غرباء عن عمادة الغرابة من معتمدية باجة الشمالية مما جعل الاعوان يشكّو في وجود سرّ تخفيه هذه الزيارات ولكشفه قاموا بمراقبة المشبوه فيهم عن بعد. وفي هذا الاطار قام الاعوان بمراقبة منزل على ملك مواطن آر (احد المشبوه فيهم) وهو كهل يبلغ من العمر 38 سنة اصيل منطقة الغرابة. وما دفع الاعوان لمراقبة هذه المنزل هو توافد بقية المظنون فيهم (الغرباء) عليه. وقد استغلّ اعوان الحرس فرصة التقاء المشكوك في امرهم بالمنزل المذكور فتحوّلوا اليه وهناك ضبطوا صاحب المنزل وشخصا ثانيا بجوار حفرتين كبيرتين محاذيتين للجدار الخلفي للمنزل وقد وجدوا في قاع الاولى صخرة ضخمة نُقش على سطحها رسم «خمسة» في حين وجدوا في قاع الحفرة الثانية صخرة في حجم الاولى وقد نقش على سطحها رسم سلحفاة وهو ما يعني بالنسبة الى المظنون فيهم وامثالهم ان ذلك دليل قاطع على وجود كنوز بمكان الحفر. قام الاعوان بنقل صاحب المنزل وضيفه الى المركز وباستنطاقهما اعترفا بسعيهما للتنقيب عن كنوز بالمكان خاصة بعدما تم ضبطه من «حروز» مختلفة الاحجام والالوان لدى الضيف وهو كهل تجاوز الخمسين بسنة اصيل بنزرت. كما اعترفا بوجود 3 مساعدين لهما في العملية. وبسؤالهما عن بقية المشاركين في عملية الحفر، افادا انهم غادروا المنزل قبيل وصول اعوان الحرس، فتم حجز هاتفين جوالين تابعين للمحتفظ بهما. وقد كان لهذين الجهازين دور بارز في عملية القبض على بقية المظنون فيهم، اذ انه وعلى اثر اتصال هاتفي قام به الشخص الثالث لصاحب المنزل تولى احد الاعوان الردّ عليه موهما اياه انه صاحب الجهاز وضرب معه موعدا للالتقاء في مكان محدد تم فيه القاء القبض عليه. وقد فشلت هذه العملية مع المظنون فيهما الرابع والخامس اذ انهما تفطنا لعملية المغالطة التي تعمدها العون لكنهما كشفا عن مكان تواجدهما في بداية المكالمة اي قبل التفطن فأسرع الاعوان في التنقل الى حيث يوجدان بما لم يترك لهما فرصة للفرار. وباستنطاق الجميع اتضح ان المظنون فيه الثالث شيخ يبلغ من العمر 61 سنة اصيل ولاية القيروان اما الرابع فهو ايضا شيخ شارف السبعين ولكنه اصيل ولاية سوسة في حين اتضح ان الخامس كهل يبلغ من العمر 45 سنة اصيل بنزرت اعترف الخمسة بتهمة التنقيب عن الكنوز المنسوبة اليهم وفي الاثناء تم استدعاء ممثل عن المعهد الوطني للتراث لتحديد مدى انتماء مكان الحفر للمناطق الاثرية. وفي انتظار تقرير المعهد المذكور اذنت النيابة العمومية بباجة بالاحتفاظ بالاشخاص الخمسة. وكان اعوان الحرس الوطني بالمنطقة قاموا خلال هذه الصائفة بتفكيك شبكة للتنقيب عن الكنوز تتركب من ستة اشخاص، وقد تم ضبط حفر احدى معتمديات باجة الشمالية احدثها هؤلاء المتهمون بنية التنقيب عن الكنوز كما ورد في اعترافاتهم امام باحث البداية وامام هيئة القضاء بالمحكمة الابتدائىة بباجة وبعد الاطلاع من طرف القضاة على ملف القضية وخاصة تقرير ممثل المعهد الوطني للتراث الذي يؤكد انتماء مكان الحفر للمناطق الاثرية اقرّت الهيئة سجن المتهمين الستة مُددا تراوحت بين الثلاثة والاربعة اشهر.