الشروق تونس : شدّد العميد حسان العيادي مدير جهاز الشرطة البلدية على أن هذا الاخير بالمرصاد لأي محاولة لإعادة زحف الانتصاب الفوضوي على شوارع وساحات قلب العاصمة. وأكد في حوار مع «الشروق» ان وحدات الشرطة البلدية أحبطت عدة محاولات لفرض الامر الواقع منذ بداية رمضان من خلال تجنيد ثماني دوريات قارة لمكافحة الانتصاب الفوضوي. كما لاحظ أن الفضاءات التي تم احداثها العام الفارط لاستيعاب المشتغلين في الانتصاب الفوضوي لم تحقق مردودية عالية نتيجة افتقارها لرؤيا مهيكلة ومستقبلية وهو ما جعل الشرطة البلدية في كرّ وفرّ على مدار الساعة لاحباط محاولات عودة الانتصاب العشوائي معلنا ان الحجوزات اليومية للسلع الى جانب استهداف مخازن مستلزمات الانتصاب أفضت الى القضاء على مظاهر الانفلات التي برزت خلال الاعوام الاخيرة. وأكد في السياق ذاته على انه بالتوازي مع مواصلة تكثيف الرقابة ينبغي ايجاد حلول جذرية للانتصاب الفوضوي باعتباره قضية اجتماعية وذلك من خلال استهداف أسباب الظاهرة وخاصة تفاقم الانقطاع المبكر عن التعليم. وكشف العميد حسّان العيادي أن شبكات الانتصاب الفوضوي تشغل أطفالا صغارا انقطعوا مبكرا عن التعليم وقدموا من جهات مختلفة الى العاصمة حيث يتم ايواؤهم في ظروف سيئة للغاية مؤكدا ضرورة تغيير التعاطي القانوني مع الظاهرة من خلال تفعيل قانون مكافحة الاتجار بالبشر. كما أبرز حرص جهاز الشرطة البلدية والإدارة العامة للأمن العمومي على تقوية الجانب الاستعلاماتي لضرب المنابع الكبرى من خلال استهداف المخازن مشددا في المقابل على ضرورة تدعيم نجاعة الخط الاول في مكافحة التهريب. وأكد في الاطار ذاته ان الشرطة البلدية تواصل التصدي بحزم لترويج السجائر المهربة من خلال استهداف المخازن معلنا عن تسجيل تراجع ملحوظ للظاهرة في الاشهر الاخيرة. وأكد في المقابل أن البعد الاجتماعي لا يمكنه ان يتحمل وحده قضية الانتصاب الفوضوي، مشيرا الى ان موظفين في العام والخاص تم ضبطهم بصدد ممارسة الانتصاب الفوضوي غياب القناصين أشار العميد حسان العيادي من جهة أخرى إلى وعي جهاز الشرطة البلدية بالمخاطر الصحية لظاهرة تفاقم الكلاب السائبة حتى في وسط العاصمة مؤكدا أنه رغم تخلي أغلب البلديات عن مسؤولياتها في توفير القناصين ومستلزمات القنص فإن الشرطة البلدية تقوم بإبادة ما يربو على 3 الاف كلب سائب شهريا ولاحظ أن الظاهرة تفاقمت منذ 2011 نتيجة ارتخاء البلديات وضعف السلوك الحضاري للمواطن من خلال الإلقاء العشوائي للفواضل مشيرا في السياق ذاته إلى أن الشرطة البلدية تواجه ضغوطات متواصلة من جمعيات الرفق بالحيوان التي تطالب بتعقيم الكلاب بدل إبادتها وهو ما يتطلب كلفة مالية باهظة دون أن يحل المشكل جذريا باعتبار تواجد الكلاب السائبة في الأماكن العامة هو مظهر تخلف حضاري وكشف في السياق ذاته أن مشكل تراكم الفواضل المنزلية أدى أيضا إلى زحف الخنازير باتجاه المناطق العمرانية معلنا أن الشرطة البلدية تمكنت من إبادة 11 خنزيرا في الفترة المنقضية من هذا العام.