لا شك ولا اختلاف حول الصورة الجميلة التي قدمها جمهور المنتخب الوطني عن تونس في مونديال روسيا. جمهور رائع جاء من كل القارات ليساند منتخب بلاده ولكنه لم يجن الا الخيبة بسبب النتائج المحتشمة التي قدمها المنتخب. الهبة الجماهيرية وراء المنتخب في مدن روسيا اثبتت تعلقا كبيرا للتونسيين بكرة القدم وبمنتخب بلادهم وبالنجمة والهلال ... الفيفا تختاره ضمن احسن الجماهير الحضور الجماهيري التونسي في ملاعب روسيا وخاصة في فولفوقراد وموسكو وسارانز كان ملفتا للانتباه وتحدثت عنه كل وسائل الاعلام الاجنبية وقد كان عدد المشجعين بالآلاف في كل مقابلات المنتخب وتفوق على الانقليز والبلجيكيين وكل ذلك جعل الاتحاد الدولي يختار الجمهور التونسي ضمن احسن الجماهير في المونديال. الجمهور يروج للسياحة قدمت الجماهير التونسية المتواجدة في روسيا درسا في تشجيع المنتخب وتمكنت من جلب الانظار اليها وقد أبدعت بعض هذه الجماهير في روسيا من خلال القيام بحملة ترويجية تلقائية للسياحة التونسية حيث قامت مجموعة من الجماهير بتوزيع صور وملصقات تحتوى مواقع سياحية واثرية تونسية في بعض الشوارع والساحات الروسية التي تعرف توافد عدد كبير من الجماهير من مختلف الجنسيات كما ان هؤلاء ارتدوا اقمصة كتب عليها visit tunisia ( زوروا تونس). ولا شك ان تأثير مثل هذه الحملة البسيطة سيكون كبيرا وهو لا يكلف شيئا مقارنة بالملايين التي تصرف لجلب السياح من طرف الجهات المكلفة بذلك. تونسيات جميلات المونديال الجنس الناعم كان في مساندة المنتخب الوطني في المونديال ونجحت فتيات تونسيات في جلب الانظار اليهن بلباسهن وجمالهن في الملاعب الروسية وقد تداولت عدة مواقع الكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي صورا لمشجعات تونسيات حضرن لمساندة المنتخب الوطني . وقد تم اختيارهن ضمن اجمل الحسناوات في كأس العالم 2018 ضمن قائمة ضمت مشجعات من البرازيل وألمانيا والبيرو وروسيا والمكسيك وايران وقد حصدت صور التونسيات في المدارج آلاف التعليقات والاعجاب على مواقع الفايسبوك. الشاشية التونسية تغزو روسيا لعل ابرز ما ميّز لباس الجمهور التونسي في هذا المونديال هو ارتداء الشاشية التونسية التي غزت روسيا وكانت افضل ما يعبر عن الهوية التونسية بما ان الشاشية هي لباس تونسي معروف لدى الاجانب ولم يسبق ان شاهدنا في ملاعب افريقيا او العالم وخلال بطولات افريقيا للامم او كؤوس العالم توحد الجمهور التونسي على ارتداء «الشاشية التونسية» في الملاعب. الجمهور ضحية التحيل اصرت اعداد كبيرة من الجماهير التونسية على مرافقة النسور وقد كان عدد كبير منهم من الجالية التونسية في اوروبا ولكن ايضا هناك عدد كبير سافر من تونس نحو روسيا في رحلات منظمة من طرف وكالات الاسفار وقد تعرض عدد منهم الى عملية تحيل في روسيا وخاصة في مباراة بلجيكا بما ان عددا كبيرا منهم وجد نفسه في التسلل ولم يتمكن من دخول المباراة لعدم حصوله على تذكرة الدخول او لحيازته على تذاكر مزيفة. وهذا ما دفع بالبعض للمطالبة بفتح الملف ورفع قضايا ضد منظمي هذه الرحلات وضد من حرم جماهير المنتخب من متابعة مقابلات المونديال. جمهور من ذهب ولكن... صراحة ودون مبالغة قدم جمهور المنتخب درسا في حب الوطن وفي تشجيع العناصر الوطنية ونجح في تسويق صورة مميزة عن تونس وعن عشق التونسي لكرة القدم ولكن للأسف هذا الجمهور عاد مطأطأ الرأس بسبب الوجه المحتشم الذي قدمه المنتخب في المونديال ونتذكر جميعا ان الجمهور قاطع طويلا المنتخب ولم يعد يتحول للملاعب لتشجيعه وهذا يفسر جيدا نقل مقابلات المنتخب من العاصمة الى مناطق داخل الجمهورية مثل المنستير بحثا عن دعم الجمهور ولا نعلم كيف يمكن ان يواصل الجمهور تكبد المتاعب من اجل تشجيع منتخب لا يرجى منه شيئا ولا شك اننا سننتظر تظاهرات كبرى اخرى لرؤية هذا الجمهور بهذا العدد وراء المنتخب ..كنا نقول ان كرة القدم والرياضة هي الوحيدة القادرة على تجميع التونسيين وتوحيدهم في صف واحد في الوقت الذي فرقتهم فيه الاحزاب وحتى صراعات الاندية وربما تأمل الجماهير في وجود مسؤولين وإطار فني كفء قادرا على ادخال الفرحة على هذا الجمهور وتوحيده من جديد.