إذا سألت خبيرا ما الازدحام؟ ثم سألت شخصا عاديا نفس السؤال، ستكون إجابتهما متقاربة وهي طرقات أقل وسيارات أكثر. وهذا يعود الى الثقافة المجتمعية السائدة ببلادنا التي تؤمن بحق الجميع في امتلاك سيارة، رغم أن العديد يقر بأنه الأجدر استعمال الحافلات والمترو الخفيف نظرا الى تفاقم كابوس الاختناق المروري. وقد تحول الازدحام المروري الى هاجس مخيف لمستعملي الطريق الذي يشبهه البعض بأنه عبارة عن سجن لفترة معينة داخل سيارة مغلقة. وهذا الكابوس يعيشه بشكل يومي التونسي. وستتضاعف معاناته بعد اعتزام الدولة التونسية في التخفيض من أسعار السيارات الشعبية. الأمر الذي يؤدي حتما الى الترفيع في أسطول السيارات. ورغم أن البعض استبشر بإعلان الحكومة عن التخفيض في اسعار السيارات الشعبية بنسبة 15 بالمائة. لكن هذه المسألة طرحت اشكاليات أعمق، منها هل قامت الدولة بتهيئة شبكة الطرقات حتى تستجيب لعدد السيارات الجديدة، والتي بدورها غير قادرة على الصمود أمام الحفر والنتوءات المنتشرة بالطرقات؟ كما أن العديد يعتبر أن الترفيع في اسطول السيارات، يتطلب التفكير في ايجاد الحلول اللازمة، للحد من آفة الاختناق المروري، التي أصبحت تعاني منها مدن تونس الكبرى، الى جانب ضرورة تهيئة الطرقات (بعضها تم تجهيزه خلال فترة الاستعمار) والبنية التحتية التي لم تعد قادرة على استيعاب هذه الاعداد الضخمة من السيارات التي تجاوزت 2 مليون عربة.