حقق الترجي المطلوب في اختتام مرحلة الذهاب لحساب البطولة الوطنية وانهى الشطر الاول في صدارة الترتيب وقدم مباراة ممتازة في ملعب 15 أكتوبر جمعت بين حسن الأداء والنتيجة. ولئن اعتبر مدرب الفريق معين الشعباني ان فريقه أضاع نقطتين وفرّط في انتصار كان في المتناول، فانه ابدى سعادته بتطور الأداء دون ان يخفي ضرورة اصلاح بعض الأخطاء خاصة على المستوى الدفاعي. سباق ماراطوني عاد الترجي من بعيد وعرف اطاره الفني كيف يتعامل مع ماراطون اللقاءات بين مختلف المسابقات، حيث كان فريق باب سويقة بعد تتويجه برابطة الابطال الافريقية في المركز 11 منقوصا من اربع لقاءات كاملة خرج منها الشعباني بنجاح مستغلا وفرة الرصيد البشري ليخوض اربع لقاءات في اقل من اسبوعين. بعدها عاد الفريق الى المشاركة في مونديال الاندية ومن بعده اولى جولات دور المجموعات لنسخة هذا العام قبل ان يستكمل باقي اللقاءات المحلية المؤجلة ويقفز الى صدارة الترتيب من جديد. فريق باب سويقة يملك ترسانة هجومية عرف الشعباني كيف يتعامل معها خاصة في اللقاء الاخير، وحتى بنك البدلاء عادة ما يضمّ أسماء لها وزنها ولعل وجود البدري والبلايلي وبن محمد على البنك في لقاء بنزرت افضل دليل على ان الاماكن في الترجي باتت صعبة المنال وهو ما يخدم مصلحة النادي بدرجة أولى. حمدو الهوني يواصل الامتاع وفرة الرصيد البشري منحت المدرب عديد الخيارات خاصة على المستوى الهجومي، واعتماد مدرب الترجي على لاعبين مهاريين على مستوى الاروقة مثل الليبي حمدو الهوني والجزائري الطيب مزياني منح الفريق طريقة لعب جديدة وناجعة زادها التناغم والانسجام بين هذا الثنائي امتاعا. فالليبي حمدو الهوني واصل تألقه في ثاني ظهور له منذ قدومه، وقدم مردودا اثنى عليه كل من تابع اللقاء ليوقّع على بطاقة تواجده كأساسي في تشكيلة فريق باب سويقة. وعلى غرار مردوده في لقائه الاول امام بلاتينيوم الزمبابوي في المسابقة الافريقية، واصل الوافد الجديد استعراض مهاراته وهو ما ينبأ بمستقبل زاهر لهذا اللاعب في الحديقة «ب». «ديو» كوليبالي - الشعلالي شدد المتابعون لمسيرة الترجي والمحللون واصحاب الخبرة في عالم الساحرة المستديرة على ان وسط ميدان الترجي يعاني كثيرا عندما يتواجد فيه الثنائي كوم وكوليبالي في خطة دفاعية، وظهر للعيان صحّة ما ذهب اليه هؤلاء في كل مباراة لعب فيها الكاميروني والايفواري جنبا الى جنب مع مختلف من تداولوا على تدريب الترجي في السنتين الاخيرتين. الشعباني عوّل في لقاء بنزرت على كوليبالي والشعلالي مقابل منح المركز الثالث لصانع الالعاب سعد بقير في تركيبة وسط الميدان، وقد نجح التمشي التكتيكي للشعباني وتحرّر وسط ميدان الترجي بشكل لافت مما جعله يضفي صبغة هجومية على طريقة لعب الفريق. ففي الحالة الدفاعية يكون كوليبالي والشعلالي جنبا الى جنب لقطع كل الكرات وفي الحالة الهجومية يحوّل الشعلالي مهمته الى التنشيط الهجومي. نفس الاشكال الدفاعي رغم الأداء الطيب الذي اثنى الاطار الفني ومسؤولو النادي، الا انه هناك بعض الاخطاء التي وجب تداركها وعلى الاطار الفني العمل بجدّ على اصلاحها. فالترجي قبل عديد الاهداف من كرات ثابتة وهذا السيناريو تكرر اكثر من مرة (ضد العين في مونديال الاندية وضد بريميرو والنجم في المسابقة الافريقية وامام نجم المتلوي في البطولة وتكرر السيناريو امام النادي البنزرتي) فالهدف الاول للنادي البنزرتي عن طريق رأسية واتارا ابراهيما يفسّر مستوى التركيز الذهني لمدافعي الترجي وخاصة على مستوى المحاصرة الدفاعية. دون راحة طوى فريق باب سويقة صفحة السباق المحلي وعاد الفريق الى تحضيراته استعدادا للتحديات المنتظرة بين سباق الكأس ومباراة الجولة الثالثة من دور المجموعات لرابطة الابطال الافريقية. حيث اجرى اللاعبون أمس حصة تمارين خفيفة خصصت لإزالة الارهاق على ان تستأنف اليوم التمارين قبل موعد الثلاثاء القادم الذي يتحول خلاله الفريق الى قابس لملاقاة مستقبل المكان ضمن الدور السادس عشر من سباق الكأس، بعدها سيكون الترجي امام تنقل صعب ورحلة طويلة الى جنوب افريقيا لملاقاة أورلاندو بيراتس يوم السبت 2 فيفري في اطار الجولة الثالثة من دور المجموعات. 3 اسابيع لشمام والهوني تعرض قائد الترجي الرياضي خليل شمام في مباراة فريقه الاخيرة امام النادي البنزرتي الى اصابة حتمت تغييره في الدقائق الاولى للمباراة بزميله علي المشاني، ومع نهاية الشوط الاول اضطر المدرب معين الشعباني الى تغيير الليبي حمدو الهوني بزميله أنيس البدري بعد ان اشتكى من بعض الاوجاع على مستوى عضلة الساق. وقد خضع اللاعبان عشية أمس الى مزيد من الكشوفات بواسطة الرنين المغناطيسي لتحديد مدى خطورة الاصابة ومدّة الراحة التي يستوجبها كل لاعب، وقد اكد مصدر من الاطار الطبي للترجي ان شمام يشكو من اصابة في العضلة الخلفية للساق اليسرى والتي كلفته تمزقا عضليا وهو ما سيجعله يركن الى راحة لا تقل عن 3 اسابيع مبدئيا في انتظار اعادة التشخيص . نفس السياق فإن اصابة حمدو الهوني تتطلب راحة بين ثلاثة واربعة أسابيع و هذا ما سيجعل الترجي يخسر لاعبين مؤثرين في الاستحقاقات القادمة.