ذبح عشوائي... تهريب وتلاعب بمنظومة العلف المدعم تراجع عدد رؤوس الماشية، من ابقار وغنم وماعز اثر سلبا على اسعار اللحوم الحمراء فارتفعت ارتفاعا جنونيا يتم تعديلها من حين الى اخر باللحوم الموردة. مكتب صفاقس (الشروق) «الشروق» حققت في الموضوع، والتقت منصور القسنطيني عن الادارة الجهوية للفلاحة وفوزي الزياني عن نقابة الفلاحين... الدكتور منصور القسنطيني، اكد ان قطيع الأبقار وطنيا يبلغ 22 ألف رأس بقر من بينها 14 ألف أنثى منتجة و2500 من الاراخي اما قطيع الاغنام فيصل الى 570 الف راس من اغنام وماعز و351 ألف راس من الشياه المنتجة الا ان هذا القطيع قد نقص بنسبة 20 بالمائة في السنتين الماضيتين. هناك نقص في القطيع يعود الى عدة اسباب من بينها الذبح العشوائي وغياب المذابح الصحية المؤهلة فمن بين 210 مسلخا في كامل البلاد نجد واحدا فقط لديه مصادقة صحية ومسلخين اخرين تقدما بمطالب للحصول على المصادقة الصحية ونضيف الى ذلك سببا اخر يتعلق ببعض العادات التي دابت عليها العائلات خاصة خلال المواسم والمناسبات ومن ذلك ما يعرف ب»القسامة». عجول اللحم في صفاقس عموما ومع المنح التي تقدمها الدولة للتشجيع على تربية وتسمين العجول اصبح اغلب الجزارة يربون العجول للذبح ودخل عدد كبير من الجزارين في المنظومة التي اعدها المجمع المهني المشترك للحوم الحمراء والألبان فنجد ان حوالي 80 بالمائة من جزارة صفاقس ينتمون لهذه المنظومة ويتمتعون بمنحها مما جعل اللحوم من المنتج الى المستهلك وساهم في توفير اللحوم الحمراء. من ناحيته اكد فوزي الزياني عن نقابة الفلاحين ان تراجع عدد رؤوس قطيع الأبقار الحلوب بنسبة 20 % على المستوى الوطني والجهوي يعود الى عدة اسباب لعل اهمها غلاء أسعار الأعلاف المركبة باعتبار ان 80 بالمائة من مكوناتها كالقطانيا والصوجا مستوردة ولا يتم انتاجها محليا وانما يتم استيرادها بالعملة الصعبة مع تدهور سعر صرف الدينار وهو ما ينعكس سلبا على تكلفة الإنتاج لدى الفلاح. من الأسباب الأخرى التي أدت الى تراجع اعداد رؤوس الابقار ان سعر بيع الحليب لدى الفلاح لم يرتفع مقارنة بارتفاع تكلفة الإنتاج فحدث اختلال في توازن منظومة الإنتاج مما دفع مربيي الأبقار الى العزوف عن تربية الماشية والتخلص من قطيعه لارتفاع تكلفته وتكبده خسائر جسيمة بالإضافة الى الأسعار المغرية المقترحة عليه من فلاحي الشقيقة الجزائر فيتنقلون الى مربيي الأبقار في تونس لشرائها بالدينار الجزائري وليس بالعملة الصعبة فضلا عن سرعة الحصول على القطيع بدل انتظار التوريد. غياب المراقبة تراجع عدد رؤوس قطيع الأبقار يعود في جانب آخر الى سوء التصرف في توزيع الأعلاف المدعمة من «سداري» وعير علفي فهي منظومة مختلة ولا نجد بها مراقبة صارمة وناجعة لتصل الاعلاف الى مستحقيها عوض ان يتم التلاعب بها والمضاربة عليها وبيعها في السوق السوداء ومنذ عقود لم تستطع الدولة أحكام السيطرة على منظومة الأعلاف المدعمة اما بسبب عجز الدولة وغياب طرق فعالة لتنظيم القطاع او بسبب غياب الإرادة السياسية وأميل الى هذا السبب وهو ما ساهم في تأزم قطاع الأبقار والأغنام خاصة في ظل ارتفاع اسعار الاعلاف المستوردة وكان يمكن للاعلاف المدعمة ان تخلق بعض التوازن فب منظومة الاعلاف لتخفيف العبء على الفلاح. المراقبة غائبة لعدم توفر الزاد البشري المناسب لمراقبة عمليات الذبح في دوريات مشتركة لمنع ذبح «الفطيمة» وصغار الخرفان والشاة وهو ما يعجل باندثار منظومة تربية الماشية. مقترحات عديدة يمكن تسجيلها ولعل اهمها مقترح نقابة الفلاحين والمتعلق بان لا يتم بيع مادة «السداري» منفردة وانما مادة اولية يضاف اليها مواد اخرى وتباع في اكياس معلبة بموازين محددة وباسعار موحدة للتصدي للمضاربة بها واحتكارها مع العمل على وصولها الى مستحقيها من الفلاحين والمربين بطريقة اكثر تنظيما والعمل على ان تكون الدواوين اكثر فاعلية وجدوى او ان يتم تحرير الاسعار كليا مع تقديم الدعم لمستحقيه عينا ونقدا وتكون كل منحة حسب عدد رؤوس القطيع ويمكن مراقبتها لمعرفة ازدياد القطيع او انخفاضه وتراجعه.