أكدت مصادر متطابقة نبأ اعتقال سرية عسكرية أمريكية بكامل عناصرها في العراق لعدم تنفيذها أوامر عسكرية خوفا من هجمات المقاومة. ورفض المتمردون بالتحديد مهمة تموين وصفوها بالانتحارية باعتبار ان ظروفهم لتلك المهمة كانت ستضعهم تحت نار المقاومة العراقية. وقالت صحيفة «ميسيسيبي نيوز» الصادرة امس الاول ان الواقعة جدت يوم الاربعاء الماضي (13 اكتوبر) حين رفض جنود السرية وهم 17 جنديا، نقل الوقود الى قاعدة عسكرية امريكية شمال بغداد وتحديدا من تليل الى تاجي اي في المنطقة الخطرة التي تتعرض فيها القوافل الامريكية لهجمات المقاومة. مهمة انتحارية ونقلت صحيفة «ميسيسيبي نيوز» عن أقارب جنود السرية المتمردة قولهم ان الجنود وضعوا قيد الحجز في نفس اليوم (الاربعاء الماضي). وطبقا لما قالته باتريسيا ماك كوك زوجة العريف لاري ماك كوك فإن الجنود رفضوا التوجه الى التاجي شمال بغداد لنقل الوقود بعد ان اعتبروا عرباتهم العسكرية بمثابة اهداف مميتة او غير آمنة على الاطلاق. وأوضحت باتريسيا ان زوجها أبلغها في نداء هاتفي في الساعة الخامسة من فجر الخميس وهو في حالة اضطراب «ان المسؤول العسكري الاعلى قد قرأ علينا حقوقنا وأنه تم نقلنا من الثكنات العسكرية الى خيام ونحن الآن محتجزون. ويعمل ماك كوك والجنود ال16 الآخرون في سرية التموين رقم 343 التابعة لوحدة روك هيل وهي وحدة امداد تضم ثلاث نساء و14 رجلا وأغلبهم برتب تصل الى رئيس عرفاء. وقالت جاكي باتلر زوجة العريف مايكل باتلرر «تلقيت اتصالا من ضابط في وحدة عسكرية أخرى في وقت مبكر (الخميس) أبلغني ان زوجي وفصيله قد وضعوا قيد الاعتقال لتهمة خطيرة تتعلق برفضهم نقل وقود الى قاعدة عسكرية في العراق...». أما الجندي ماكليني فقد طلب المساعد من أمه عندما ترك في وقت مبكر في صباح الخميس رسالة على جهاز تسجيل هاتفها وقال في رسالته «انهم يحتجزوننا ضد ارادتنا.. نحن الآن سجناء» وأبلغ أمه أن وحدته حاولت تسليم وقود الى قاعدة عسكرية أخرى في العراق يوم الاربعاء لكنها أعيدت لأن الوقود كان يحتوي على ماء...» وعادة ما تصاحب الفصيل قوة حماية عسكرية تضم عربات همفي المدرعة والطائرات المروحية لكن الفصيل لم يكن يتمتع بهذه الحماية يوم الاربعاء طبقا لما قاله ماكيني... قضية جديدة وأكدت قيادة الجيش الامريكي امس الاول ان سلوك الفصيل العسكري الآن قيد التحقيق. وقال المقدم ستيفن بويلان الناطق باسم الجيش الامريكي وقوات الاحتلال في العراق ان القيادة العامة لقيادة فيلق الاسناد قامت بتعيين ضابط كبير للتحقيق في الاتهامات الموجهة لفصيل الاسناد. أما السناتور بنيت طومسون عن الحزب الجمهوري فقال انه يعتزم التقدم بطلب الى الكونغرس نيابة عن جنود المسيسيبي للتحقيق في ما اذا كان الجنود تتم معاملتهم بصورة جيدة» وأضاف «لا أريد ان يوضع اي فرد عسكري أمريكي بموقف خطير وتجهيزات رديئة. وتابع السيناتور قائلا : لديّ شكاوى مماثلة من عائلات العسكريين الامريكان لعدم تصفيح عرباتهم العسكرية او ان السترات الواقية من الرصاص قديمة الطراز وهذا الامر يثير قلقي لأننا خصصنا اكثر من 150 مليار دولار لتجهيز قواتنا في العراق...» وقال طومسون «الرئيش بوش اتخذ قرارا بأن يتم تجهيز القوات بأفضل المعدات لكن اذا كان ما سمعناه من الجنود صحيحا فإن الامر يدعوني للتساؤل عن مدى مصداقية الرئيس مع الامة.