مثل مؤخرا بابتدائية باجة شاب لمقاضاته بتهمتين متشابهتين جمعت بين السكر الواضح والتشويش واحداث الهرج والتعدي على الاخلاق الحميدة وانفردت الاولى بالاعتداء بالعنف الشديد على موظف عمومي أثناء أدائه لمهامه، في حين انفردت الثانية في الاضرار بملك الغير عمدا. وقد نال المتهم اثر المداولات والمفاوضة حكما بالسجن مدة سنة واحدة. وتفيد أوراق القضية الاولى ان المتهم البالغ من العمر حوالي 26 سنة أصيل معتمدية نفزة من ولاية باجة وقاطن بها احتسى خمرة و هاج وماج مما اثار غضب والده الذي ضاق ذرعا من تصرفات ابنه فكلف ابنيه الآخرين بتقييد أخيهما بواسطة حبل واقتياده في شاحنتهم الخفيفة الى مركز الشرطة بمعتمدية نفزة وكان الغرض من ذلك ان يقوم أعوان المركز المذكور بتأديب الشاب. نفّذ الابنان ما كلّفا به ولدى وصولهم الى المركز المذكور وبالتحري في هوية الشاب المقيد اتضح أنه محل تفتيش لفائدة محكمة باجة. فأعلم الأعوان أخوي المفتش عنه بالأمر وهو ما معناه ان الامر لن يقتصر على التأديب فحسب بل سيتم الاحتفاظ بأخيهما بالمركز لنقله الى محكمة باجة فلم يرق الامر للمحتفظ به ولا لأخويه اللذين أحضراه فحدثت ضجة بالمركز المذكور وهاج الاخ المقيّد وانهال على عون الشرطة لكما ولطما مخلفا له أضرارا استوجبت راحة ب يوما للعون المتضرر استنادا الى الشهادة الطبية المحررة في الغرض وكان ذلك في الوقت الذي أسرع فيه الاخوان الآخران الى السوق لإحضار من يعينهما على تخليص أخيهما من قيود المركز المذكور. وتزامنت عودتهما الى المركز مع وصول تعزيزات أمنية منعت حدوث ما لا يحمد عقباه بمسرح الواقعة. فتم ايقاف الجميع ونخص بالذكر الاخوين وشقيقهما المتهم الرئيسي في قضية الحال. واثر الاستنطاق بمركز الشرطة العدلية بباجة أحيل المتهم الرئيسي على أنظار ممثل النيابة العمومية بمحكمة باجة بما نسب اليه من التهم المذكورة ليقبع اثر ذلك بسجن الايقاف. في حين احتفظ بشقيقيه على ذمة التحقيق اذ اتضح ان نتيجة التحليل البيولوجي المجرى على الاخوة الثلاثة للاشتباه في تعاطيهم لمواد مخدرة كانت سلبية بالنسبة للمتهم الرئيسي وايجابية فيما يتعلق بأخويه المذكورين لتوجه لهما بمفعول ذلك تهمة استهلاك المخدرات في انتظار ما سيكشفه التحقيق معهما في الغرض. وتفيد أوراق الملف الثاني (القضية التي كان محل تفتيش بموجبها) ان المتهم الرئيسي وبعد جلسة خمرية تسلح بسلسلة دراجة وانتقل بها الى الشارع الرئيسي بمدينة نفزة وروّع المارة بما في يده ولدى قدوم سيارة أعوان الشرطة ألقى قارورة جعّة على البلور الأمامي لهذه السيارة فهشمه ثم لاذ بالفرار. ولدى مثوله أمام القضاة بمحكمة باجة الابتدائية حاول انكار ما اقترفه لكن هيئة المحكمة لم تقتنع بهذا الانكار فقررت اثر المفاوضة سجن المتهم مدة سنة واحدة موزعة على مختلف التهم المنسوبة اليه.