كشفت مصادر قريبة من المحكمة الخاصة بمحاكمة الرئيس العراقي صدام حسين وكبار المسؤولين العراقيين أن قاعة حديثة ومحكمة البناء ومجهزة بأحدث وسائل الرقابة تم إنشاؤها لمحاكمة الرئيس العراقي وكبار مساعديه بعد تسرب معلومات عن خطط للمقاومة لخطف صدام أو قصف المحكمة أثناء المحاكمة. وقالت المصادر إن القاعة الجديدة بنيت بخبرات أجنبية وستكون محصنة ولا قدرة للأسلحة التقليدية على اختراقها وهي مجهزة بأحدث وسائل الرقابة وبكاميروات مراقبة وتصوير. ويأتي بناء هذه القاعة في ضوء معلومات تسربت إلى الحكومة العراقية المنصبة حول خطط وضعتها المقاومة العراقية لخطف الرئيس صدام أثناء نقله إلى المحكمة أو خروجه منها أو قصف المحكمة وقتل من فيها خاصة أن لدى المقاومة معلومات دقيقة عن مكان المحكمة. وزاد هذا الأمر تحسبات الحكومة العراقية المعيّنة وقوات الاحتلال واضطرهما إلى اتخاذ إجراءات صارمة ودقيقة في كل ما يتعلق بمحاكمة الرئيس العراقي وكبار المسؤولين في نظامه. وقد مثل الرئيس العراقي وكبار مساعديه في جويلية الماضي أمام المحكمة التي أنشئت بأمر من سلطات الاحتلال الأمريكي ومازال موعد استئناف جلسات المحاكمة غير محدد بسبب المأزق الأمريكي وانعدام الأمن وتذبذب المسؤولين العراقيين في الحكومة المنصبة. وفي سياق آخر كشف محام عراقي أن العالمة العراقية المعتقلة في سجون الاحتلال الأمريكي هدى صالح مهدي عمّاش تحتضر من جراء مرض سرطاني في معتقلها حيث تم إلقاء القبض عليها منذ ما يزيد عن عام ونصف. وقال المحامي بديع عزّت عارف إنه أبلغ من قبل موكله نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز أن عماش تعاني من السرطان وأن حالتها الصحية تتجه نحو التدهور. وأضاف عارف أن تدهور حالة عماش الصحية ستؤدي إلى وفاتها حتما. ودعا عارف رڈئيس الوزراء العراقي المنصب وسلطات الاحتلال الأمريكي والصليب الأحمر الدولي والهيئات الدولية للقيام بدورها وإطلاق سراح المعتقلة المريضة. وأوضح المحامي أن طارق عزيز المحتجز مع هدى عماش في المعتقل ذاته طلب منه أن يعمل كل ما في وسعه من أجل الإفراج عنها. ولم تتضح كيفية علم طارق عزيز بمرض العالمة ا لعراقية غير أن المحامي أشار إلى أن المسؤول العراقي السابق أفاده بأنه يلتقي بكبار المعتقلين من حزب البعث باستثناء الرئيس صدام خلال فترات الاستراحة التي تستغرق 3 ساعات يوميا. ويذكر أن عارف التقى موكله طارق عزيز لأول مرة نهاية ديسمبر الماضي في مركز للاعتقال قرب بغداد. ورغم التأكيدات بتدهور وضعها الصحي رفضت سلطات الاحتلال الأمريكي أمس الإفراج عن العالمة العراقية المتخصصة في علم الإحياء. وزعم متحدث عسكري أمريكي في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أن الوضع الصحي لهدى عماش لا يثير القلق قائلا إن الجيش الأمريكي يعلم أنها عولجت من السرطان قبل اعتقالها. وعلّق باري جونسون قائلا لا أستطيع مناقشة الحالة الصحية لمعتقلين ولكن بالتأكيد نوفر العناية الصحية لكل المعتقلين حسب زعمه وتابع المتحدث أن عماش تعرض لفحص روتيني للتأكد من عدم تدهور صحتها وأنه ليس هناك ما يدعو للقلق المباشر على وضعها الصحي حسب ادعائه.