قضت صباح أمس الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس بإدانة شاب وسجنه مدة ستة أشهر لتورطه في عملية سرقة من داخل قاعة سينما، تضرّر فيها جليسه. وقائع القضية، تفيد بأن المشتبه به دخل قاعة السينما، وكان يجلس الى جانبه شخص آخر، وبعد أن انطفأت الأضواء وبدأ عرض الشريط. تعمّد المتهم تحت جنح الظلام الذي كان يلفّ القاعة سرقة جهاز هاتف جليسه الشخصي والاستيلاء عليه، ثم تظاهر بالتعب والإرهاق وتوجّه الى قاعة الاستراحة حيث تعمّد اخفاء جهاز الهاتف الجوال، الذي كان من النوع الرفيع، بجيب جمازته، وفي أثناء ذلك تفطّن المتضرّر لتعرضه لعملية سرقة، فلجأ الى أعوان الحراسة بالقاعة الذين أبلغوا على الفور أعوان الأمن، وتمّ توجيه الشبهة الى المتهم، إذ تبيّن أثناء تفتيشه أنه هو من استولى على الجهاز وتعمّد اخفاءه. وقد تمّ جلبه، إثر ذلك، الى مركز الأمن، حيث اعترف بما نسب إليه أثناء التحقيقات إلا أنه نفى أن يكون قد سرق جهاز الهاتف الجوال مصرّحا بأنه استولى عليه عندما وجده ملقيا، وقال انها المرة الأولى التي يتورط فيها في مثل هذه القضايا مؤكدا على نقاوة سوابقه العدلية. وبعد انهاء الأبحاث في شأنه، تمّت إحالته على ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس حيث تمسك المتهم بأقواله المسجلة عليه لدى باحث البداية، لذلك تمّ توجيه تهمة السرقة المجرّد ة له وتقرّر احالته على أنظار احدى الدوائر الجناحية بابتدائية تونس لمقاضاته من أجل ما نسب إليه. وقد مثل صباح أمس أمام هيئة المحكمة، حيث واصل تمسكه بأقواله سواء التي أدلى بها لدى باحث البداية أو لدى قلم التحقيق، وطلب الصفح عنه، من جهته، قال محاميه انه لم يسرق جهاز الهاتف الجوال وإنما استولى عليه بعدما وجده ملقيا داخل القاعة، وطلب على أساس ذلك القضاء في شأن منوبه بأخف عقاب ممكن قانونا، فيما تمسّك ممثل النيابة العمومية بالمحاكمة طبقا لفصول الإحالة ولائحة الاتهام، فقرّرت هيئة المحكمة بعد الاستماع الى كافة أطراف القضية حجزها للمفاوضة والتصريح بالحكم، ثم قضت بإدانة المتهم وسجنه من أجل ما نسب إليه مدّة ستة أشهر.